بينما تواصل القوات العراقية و"سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقدمها في المواقع الأخيرة التي مازالت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي" في الموصل بالعراق والرقة السورية، لا تزال هناك مقاومة شرسة من عناصر التنظيم الإرهابي فى بعض الجيوب التى يتحصن فيها متخذا دروعا بشرية لإبطاء زحف القوات العراقية. وتوقع قادة الجيش العراقي إعلان النصر بشكل نهائي في الموصل هذا الأسبوع بعد هجوم طاحن، بدأ قبل ثمانية أشهر على المدينة التي كان يسكنها مليونا نسمة، وأسفر عن حصر التنظيم داخل مستطيل لا تزيد مساحته عن 300 في 500 متر بجانب نهر دجلة. وفي الرقة، التي يتخذها التنظيم قاعدة للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم، كثفت أمس، فصائل مدعومة من الولاياتالمتحدة قتالا ضد التنظيم الإرهابي في المدينة القديمة التاريخية بالرقة بعدما فتحت غارات جوية للتحالف قطاعين صغيرين في جدران المدينة. وسيكون الانتصار على التنظيم في المدينتين نهاية فعلية للخلافة التي أعلنها قبل ثلاثة أعوام لكنه سيبقى يسيطر على عدد صغير من المدن ومساحات كبيرة من المناطق الريفية بالعراق وسوريا. وبحسب تقارير عراقية، فإن لكن المواقع الخاضعة للتنظيم أشبه بمتاهة من الأزقة الضيقة المكدسة بمدنيين، كما زرع المتشددون عبوات ناسفة ويستخدمون طائرات بدون طيار ويلجأون إلى تفجيرات انتحارية. وقال أمس، قائد من وحدة الرد السريع بالموصل: إن وجود المدنيين أثر كثيرا على تقدم الجنود مشيرا إلى تقديرات بوجود عشرة آلاف مدني بعضهم استخدمهم التنظيم دروعا بشرية. وطلبت الوحدة التابعة لوزارة الداخلية ضربات جوية على بعد 50 مترا فقط وتقاربت مواقع الاشتباكات عند نقطة ما لدرجة أن المتشددين ألقوا قنبلة يدوية على الجنود. وقال الضابط للتليفزيون الرسمي العراقي الذي لم ينشر اسمه إن وجود هؤلاء المدنيين أثر على تقدم القوات بشكل كبير. وأضاف أن التوجيهات من القائد العام للقوات المسلحة هي التقدم ببطء للحفاظ على أرواح المدنيين. وتخطط السلطات العراقية لاحتفالات تستمر أسبوعا بمناسبة نهاية الهجوم ومن المتوقع أن يزور العبادي الموصل ليعلن النصر رسميا. يشار أن الآلاف فروا من الموصل والرقة اللتين دمرهما القتال، ويفرضان تحديات بشأن إعادة البناء وحماية أي متعاطفين مع التنظيم من هجمات انتقامية قد تنثر بذور حركة متشددة جديدة.