كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن أن الجالية اليهودية بجنوب إفريقيا تعمل حاليًا على جمع تكاليف زيارة وزير إسرائيلي كبير، للمشاركة في مراسم تشييع الزعيم الإفريقي، نيلسون مانديلا، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تشارك في المراسم، لعدم قدرتها على تحمل نفقات الزيارة، وهو ما وصفته الصحيفة ب"الفضيحة". وأكدت "معاريف" أن حكومة إسرئيل ضيعت فرصة جيدة لإصلاح العلاقة بينها وبين جنوب إفريقيا، بتصريحاتها بعدم حضورها جنازة نيلسون مانديلا، لعدم قدرتها على دفع نفقات الرحلة. وتساءل الكاتب "شالوم يروشالمي": لماذا ننكر أنهم في جنوب إفريقيا لا يحبوننا.. ولن يحبوننا؟.. فإسرائيل تعتبر في وعي الشعب الأسود، الداعم والمتعاون مع حكم الفصل العنصري الذي طبقته الحكومات البيضاء هناك، وما اتبعته من سياسة تفرقة عنصرية بشعة لقمع السود وتصفية القرى السوداء، وإلقاء "مانديلا" لمدة 27 سنة، في غياهب السجن. وأضاف: لم يجمل وضعنا بشكل طفيف في نظر "مانديلا" إلا اتفاقات أوسلو 1993، ولكن ومنذ عام 1996، عندما صعد بنيامين نتنياهو إلى الحكم تحطمت منظومة السلام المنشودة، والآن بسبب السياسات اليمينية المتعنتة لا زلنا دولة ليست مرغوبة بشكل كبير. وقال: جاءت وفاة "مانديلا" كفرصة لإصلاح العلاقة مع جنوب إفريقيا، حيث كان ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن يشارك في مراسم التشييع، إلى جانب كل زعماء العالم الحر، هكذا ينبغي على الدولة أن تتصرف، إذا كانت تريد أن تقدم الاحترام لأحد أعظم زعماء القرن العشرين.. "مانديلا" رمز الحرية ومكافحة العنصرية. وأضاف "يروشالمي" أن مثل هذا الموقف يكشف عن أنه "ليس لدينا سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط، وأن نتنياهو الذي تكشفت فضائح نفقاته الخاصة والتي قدرت بمئات الآلاف من الشيكلات من حسابات المياه، والشموع العطرة والآيس كريم من شارع متوديلا، لم يرغب في أن يتعرض للانتقاد مرة أخرى، حيث قرر البقاء في الوطن لتوفير 7 ملايين شيكل لصندوق الدولة، موضحًا أنه على هذا المنوال، فإن الحكومة توفر ما ينبغي إنفاقه، وتنفق ببذخ ما ينبغي توفيره. وأكد أن غياب رئيس وزراء إسرائيل عن حفل تأبين "مانديلا" الذي حضره زعماء ومشاهير العالم إنما يسيئ أكثر إلى صورتها، وعندما تتعالى عندنا الصيحات بضرورة تقليص الأضرار، تعمل الحكومة على زيادتها، فيلقي نتنياهو بكرة زيارة الحفل إلى ملعب رئيس الدولة "شمعون بيريز"، الذي أعلن أول أمس بأنه سيسافر لإجراء فحص طبي، إلا أن الطبيب يقرر تأجيل سفره وبالتالي فلم يسافر بيريز ولا نتنياهو، ويبقى أن نتخيل كيف يرانا المواطن الذي يعيش في "كيب تاون بعذ ذلك؟