قدّرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" أن يبلغ إنتاج العالم من الحبوب مستوى جديدًا يقارب 2500 مليون طن، متضمنا الأرز المضروب. ووفقا لأحدث إصدار من تقرير المنظمة المرجعي "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية"، يعادل هذا الرقم زيادة تتجاوز نسبتها 8.4% عن مستوى العام الماضي، وما يفوق بنحو 6 في المئة الرقم القياسي الذي أرسي لعام 2011. وفي حين يُنتظر أن يرتفع إنتاج الحبوب العالمي، حذرت منظمة "فاو" من أن أوضاع الأمن الغذائي في عدة أجزاء من إفريقيا، ومناطق أخرى تواصل التدهور. ففي بلدان إقليم الساحل بغرب إفريقيا، تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال، تأثرت المحاصيل والمراعي هذا العام سلبيا من جراء تأخر الأمطار وتوقفها المبكر، مما يمكن أن يؤدي إلى حالة مفاجئة من تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية خلال السنة التسويقية 2013 / 2014، كما أسهم نزوح أعداد كبيرة من السكان بمالي هربا من الاضطرابات المدنية في تزعزع الأمن الغذائي الإقليمي على هذا النحو. وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، ثمة 1.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات طوارئ غذائية من جراء الاضطرابات المدنية. وفي إفريقيا الجنوبية، اقتربت أسعار الحبوب أو بلغت مستويات قياسية لدى عديد من البلدان مدفوعة بنقص الإمدادات للسنة التسويقية 2013 / 2014، بينما تمخّض الطقس الجاف عن تأخر زراعة المحاصيل لعام 2014 في عدة مناطق. وفي الفلبين، تضرر أكثر من 14 مليون شخص من إعصار "هايان"، وناشدت منظمة "فاو" تعبئة أكثر من 30 مليون دولار لإعادة التأهيل الزراعي العاجل في وقت اقترح فيه برنامج الأغذية العالمي "WFP" مساعدات الطوارئ الغذائية لنحو 2.5 مليون شخص. وفي سوريا واليمن، أدت الصراعات الأهلية المستمرة إلى تزعزع حاد في أوضاع الأمن الغذائي لستة ملايين و4.5 مليون نسمة على التوالي، الأمر الذي يتطلب مساعدات غذائية فورية. من جانب آخر، ظل مؤشر أسعار الغذاء، الصادر أيضا اليوم، مستقرا في نوفمبر، وبلغ متوسط المؤشر 206.3 نقطة في الشهر الماضي، بلا تغيير تقريبا من قيمته المنقحة البالغة 206.6 نقطة في أكتوبر، وإن جاء أقل بمقدار 9.5 نقطة (4.4%) دون قيمته لشهر نوفمبر 2012. وعوّض انخفاض حاد في أسعار السكر بالشهر الماضي أو كاد الارتفاع في أسعار الزيوت، وفي حين جاء متوسط أسعار الحبوب أقل قليلا ظلّت أسعار اللحوم والألبان مستقرة. ويقيس مؤشر منظمة "فاو" التغير الشهري في الأسعار الدولية لسلعة من خمس مجموعات سلعية، بما في ذلك نحو 73 تسعيرًا للسلع.