قال فالديس زاتليرس رئيس لاتفيا الأسبق، إن قيام مصر باتباع القواعد الاقتصادية والانفتاح على الاقتصاد العالمي سوف يجعلها أفضل في غضون السنوات القليلة المقبلة، مؤكدا أن عدم اتباع قواعد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يؤدي إلى حدوث كارثة وأغلب الدول التي لا تتبع تلك القواعد مثل دول أمريكا الجنوبية لم تحقق نتائج ناجحة. وقال زاتليرس في لقائه، اليوم السبت، مع الوفد الصحفي المصري الذي يزور لاتفيا حاليا للمشاركة في الاحتفال بمئوية إقامة الدولة إنه لا يوجد أي أزمة تم حلها بدون دعم الفقراء وليس بدعم الأغنياء، مشيرا إلى أنه بحث خلال زيارته للقاهرة في يناير الماضي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الأوضاع في الشرق الأوسط خاصة في مصر وسوريا والقضية الفلسطينية. وردا علي سؤال حول مواجهته الأزمة الاقتصادية في لاتفيا عام 2007، قال زاتليرس، إنه لم يكن بمقدوره منع الأزمة التي جاءت فجاة وأنه تم اتخاذ الإجراءات الضرورية بمساعدة البرلمان اللاتفي واتباع قواعد صندوق النقد الدولي، لافتا إلى توفير الاتحاد الأوروبي المال اللازم لذلك، موضحا أنه تم خفض أجور موظفي الحكومة بنسبة 35 %، وتوفير 50 يورو شهريا للفقراء للإبقاء على حياتهم وخلق وظائف عمل في البلديات ب140 يورو شهريا، حيث قام الناس بتنظيف القري والمدن وتنفيذ مشروعات للبيئة. وحول الوضع في سوريا، أعرب زاتليرس، عن اعتقاده بأنه لا يري حلا قريبا أو سلاما في سوريا، مضيفا "أن العراق تحت حكم صدام حسين وسوريا تحت حكم بشار الأسد بالرغم أنها "أنظمة دكتاتورية" كانت دولا علمانية يتعامل الناس فيها سواسية، مؤكدا رفضه إعطاء الأسلحة لأحد أطراف النزاع في سوريا، وأنه لن يكون هناك فائزا في الحرب بعد سبع سنوات وأن الحل في أيد الدول العربية التي يجب أن تتحد لحل مشاكلها بدون تدخل القوي الخارجية. وردا على سؤال حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أفاد بأن بريطانيا لم تكن أبدا في أوروبا ولم تكن في منطقة تشيجن ولا في منطقة اليورو وهي تعيش في جزيرة وقد ارتبكت خطا سياسيا كبيرا بانسحابها موضحا أن أوروبا لن تواجه مشاكل في المستقبل ولكن سوف يتم إلقاء اللوم علي أي فشل لبريطانيا في 40 السنة المقبلة علي الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. واردف قائلا أن مشروع الاتحاد الأوروبي كان نجاحا وأنه لم تندلع الحروب منذ الحرب العالمية الثانية داخل أوروبا وهذا ينطبق أيضا علي حلف الناتو الذي استمر منذ عدة عقود موضحا أن السنوات العشر الماضية شهدت عدة أزمات داخل الاتحاد من بينها الأزمة الاقتصادية وتم تبني الإصلاحات في النظام المالي ثم أزمة اليونان وأزمة اللاجئين ولكن هذه المؤسسة لن تفشل بالرغم من بعض الاخفاقات.. مطالبا أن تكون أوروبا مستعدة للأزمات قبل ان تحدث. وعن توسيع الاتحاد، أعرب زاتليرس عن اعتقاده بأهمية السماح لدول البلقان بدخول الاتحاد الأوروبي لأنه هذا سوف يكون في صالح الاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري وأنه من الخطأ القول بعدم السماح بالتوسع لمدة خمس سنوات وإنما علينا دعوة الجميع إذا تم الاستيفاء بشروط الانضمام. وردا علي سؤال حول انضمام أوكرانياوجورجيا إلي الاتحاد، قال نعم وأؤيد انضمامهما بالرغم من المشاكل التي تواجهها الدولتان مع روسيا واستقطاع جزء من أراضيهما لأنه لن تستعيد جورجيا ولا أوكرانيا هذه الأراضي خلال العقد المقبل مشيرا إلى أن لاتفيا فقدت استقلالها عام 1940 واستعادته بعدها بخمسين عاما. وأعرب عن اعتقاده أنه لا يمكن تصدير أو استيراد القيم ونظم حقوق الانسان وأن الشعوب هى التي تقرر ذلك من نفسها وبشكل تدريجي وليس من خلال الثورات التي سوف تنتهي باندلاع الحروب. وحول ثورات الربيع العربي، أعرب زاتليرس، عن اعتقاده بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تهدم ولكن لا يمكن لها أن تبني المؤسسات والحكومة والمجتمع، وأنه قال هذا بعد شهور قليلة من اندلاع ثورات الربيع العربي.