قال المفكر الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس: "إن المشروع الإخواني دخل إلى مراحله الأخيرة، مهما فعل من مظاهرات واحتجاجات، وإن تحالفهم مع تركيا - لاستعادة الخلافة العثمانية في رقعة تمتد جغرافيا من أنقرة إلى القاهرة وصولا إلى تونس ومرورا بليبيا - لم يكن من بنات أفكارهم ولا محصّلة بسيطة لحاصل جمع قدراتهم، بل جاء بمباركة غربية أرادت أن توجد في هذه المنطقة قوة سياسية قادرة على منافسة إيران ومزاحمتها والتصدي لها بدلا من التحالف معها، وهو ما بدا واضحا في خطاب مرسي الانتحاري قبل الأخير، الذي وجّه فيه تهديدا وإنذارا واضحا لإيران وحزب الله". وقال النفيس، إنه كما راهن ما تبقّى من الإخوان في ميدان رابعة العدوية على القدرات الخارقة لإعادة ترميم ما تبقّى من الجماعة الساقطة والمتفككة، راهن رعاة المشروع على ذلك، لكنهم سيفشلون، مشيراً إلى أن هذه هي النهاية المفجعة للمشروع الإخواني في أيامه الأخيرة، وكيفية تفكك الوهم الذي بُنِي على أسس أكثر وهمية واهية، قائمة على تجاهل المبادئ الإسلامية الأخلاقية الكبرى الداعية إلى رصّ صفوف الأمة وتوحيد صفوفها من أجل مواجهة العدو الصهيوني، الراعي الرسمي لفكرة إشعال الصراع المذهبي بين أبناء الأمة الواحدة، تكريسا لفرقة المسلمين وإضعافهم لتبقى إسرائيل صاحبة الكلمة العليا في المنطقة بأسرها، وختم النفيس بتساؤله: "كيف يمكن لمهاوويس الإخوان الذين لا يرون سوى أنفسهم ولا يسمعون إلا صراخهم وعويلهم ونحيبهم، أن يعيدوا ترميم كوكبهم المنهار؟!".