تعتبر مدينة القصير والتى تقع جنوب محافظة البحر الأحمر، من أقدم مدنها على مر التاريخ، حيث انطلقت منها الملكة حتشبسوت رحلتها الاستكشافية إلى بلاد بونت، كما كانت موقعا للتنقيب عن الذهب في عصور الفراعنة، واليوم تعتبر منتجعا سياحيا هادئا بشواطئها الرملية ورياضاتها المائية ومياهها الصافية وشعابها المرجانية، إضافة لذلك تشتهر المنطقة باستخراج الفوسفات. وكانت مركزا لتجمع الحجيج المسلمين القادمين من مصر والمغرب العربي والأندلس لآداء الحج. فيما تشهد المدينة إستعدادات على قدمًا وساق، للإحتفال بليلة النصف من شعبان، حيث أن إحتفالات المدينة تختلف عن غيرها من المحافظات منذ سنوات عديدة، وأهم سمات هذا الاحتفال الجمال التى تعلوها المحامل " الهودج " ذات الألوان الزاهية والمزمار البلدى والتحطيب والزغاريد وفرحة الاطفال التى تطوف ميادين المدينة بصحبة الجمال. جدير بالذكر أن أهالى المدينة يحتفلون بالنصف من شعبان بتلك الطريقة، إحياء لذكرى مرور كسوة الكعبة وحجاج بيت الله الحرام من مدينتهم الى بيت الله الحرام، حيث كانت مدينتهم من أشهر المدن التجارية فى مصر فى الستينات. من جانبه أكد مصطفى سباق أحد أبناء المدينة، أن كسوة الحرم كانت ترسل عبر الميناء الموجود بها وكانت تمر من خلالها قوافل الحجاج، وكانت تشهد رواجًا تجاريًا غير طبيعي، بالإضافة إلى مرور عدد كبير من أولياء الله الصالحين بالمدينة والعودة من نفس الطريق عن توجههم لأداء فريضة الحج. يضيف محمد شاذلى توارثنا هذه الإحتفالات من كبارنا وسنورثها لأبنائنا لإقامة الاحتفال بالنصف من شعبان عن طريق هوادج الجمال"، مضيفا أن طريقة تلك الاحتفالات تطبق في كل مناسبة إسلامية بمدينة القصير تبركًا بمرور كسوة الكعبة، مشيرًا أن نقباء مقامات أولياء الله الصالحين بالمدينة هم من يشرفون على تلك الإحتفالية، والجمال المشاركة والتى تحمل على ظهورها " الهوادج " تكون بالتبرع ممن يملكون الجمال بالمدينة، ويبدأ الموكب من أمام ساحة الشيخ عبد الغفار اليمنى بوسط المدينة، ويطوف ميادين المدينة المختلفة، ثم تبدأ بعد ذلك فقرات التحطيب وسط فرحة وبهجة أطفال وشباب وشيوخ القصير.