عندما سألني أحد الصحفيين عن أهم سؤال يحتاج المصريون من الرئيس الإجابة عليه بمناسبة إطلاق مبادرة "اسأل الرئيس"، قلت "مصر رايحة على فين؟"، وأعتقد أن ما حدث في المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، أجاب باستفاضة وواقعية عن هذا السؤال، ليس هذا فقط بل ذهب الرئيس إلى أبعد السيناريوهات في إجابته، عن ماذا لو لم يوفق الرئيس في انتخابات الرئاسة القادمة 2018؟ ولم أفاجأ برد الرئيس، حينما قال سأقف وأدعم من يختاره الشعب المصري، ولم لا وهو الذي أقسم بالله ثلاثا أنه مستعد لترك قصر الرئاسة لو طلب المصريون ذلك، وأنا أصدقه دون سابق معرفة، وليس تملقا فهناك من هم أجدر مني بذلك. ما حدث بالإسماعيلية وقبلها زيارة الرئيس للسعودية، وبعدها الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان لمصر، وقبل ذلك زيارة الرئيس الناجحة لأمريكا، وفي المستقبل القريب زيارته للخليج، يعد فرصًا واعدة أتمنى ألا نضيعها، خاصة ونحن نعلم جميعا مصر مازالت تخوض معركتي التنمية والحرب ضد الإرهاب في آن واحد، وتقدم شهداء للواجب والوطن من رجال القوات المسلحة أو الشرطة، الذين قدموا نموذجا للتضحية والفداء علينا جميعا الاقتداء به، لإحباط مؤامرة خفافيش الظلام ضد وحدة واستقرار ونهضة هذا الوطن، كل ذلك وأكثر يحتاج من وجهة نظري المتواضعة أن ننشغل بتجرد عملي ووطني بالإجابة النموذجية على السؤال الملح.. ماذا بعد؟! ماذا بعد.. سؤال المستقبل الإجباري للمواطن قبل رئيس الجمهورية؟ ماذا بعد.. سؤال التطبيق العملي وليس التنظير للمعارضة قبل من في الحكم؟ ماذا بعد.. سؤال يضع كلا منا أمام مسئولياته، بشفافية ومصارحة تجاه هذا الوطن، الذي أكرر دائمًا أنه ليس شقة مفروشة أو مصباح علاء الدين؟ المصريون جميعا مدعوون للإجابة على هذا السؤال، كل في مجاله وعلى قدر وحجم مسئولياته، وبقدر جهدنا في الإجابة عمليا تكون النتيجة، التي لا ينبغي أن نلوم أحدا عليها سوى أنفسنا أولا. دعوني أوصي نفسي وإياكم بأهم 10 أسئلة من وجهة نظري، بحاجة للإجابة عليها والقوس مفتوح للإضافة (ماذا بعد استمرار مصر في تقديم شهداء من خير جنودها في القوات المسلحة والشرطة؟ وما هو المطلوب منا جميعا لدعم جهود الدولة في معركة الوجود؟ ماذا بعد نجاح زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، وهل تتوقف أجهزتهم وعرائس الماريونيت التي يحركونها بوجهها العربي والإقليمي في حربهم القذرة ضد مصر؟ ماذا بعد نجاح زيارة بابا الفاتيكان التاريخية والناجحة بكل المقاييس لمصر؟ وهل سيتم استثمار هذه الزيارة داخليا وخارجيا؟ ماذا بعد نجاح المؤتمر الوطني للشباب في ترسيخ فلسفة جديدة للحكم تتمثل في رغبة حقيقية لتمكين الشباب؟ وهل سينعكس ذلك على باقي المسئولين من الوزراء والمحافظين.. إلخ، وصولا لأمين الشرطة وموظف الحي وعمدة القرية؟ ماذا بعد فشل الحكومة في السيطرة على الأسعار والرقابة على الأسواق، وغلاء المعيشة وزيادة معاناة قطاع كبير من المصريين على أمل بغد أفضل لأبنائهم؟ ماذا بعد موت الأحزاب وغياب الدور الحقيقي والبناء للمعارضة.. باعتبارها جزءا من الدولة المصرية.. وفي نفس الوقت عدم الحسم والضرب بيد من حديد مع الخونة والمحرضين والشامتين والممولين داخل مصر وخارجها؟ ماذا بعد اتهام المصريين للبرلمان بأنه ليس بقدر طموحاتهم وتطلعاتهم.. وهل يعي البرلمان خطورة وأهمية دوره في اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالة؟ ماذا بعد تشكيل الهيئات الوطنية للإعلام.. هل يشعر المصريون بأن ثمة فرقا قد حدث، أم تستمر الفوضى والعشوائية تحكم المشهد الإعلامي؟ ماذا بعد الفشل في إدارة الأزمات وتصدير الصراع بين مؤسسات الدولة لرجل الشارع؟ ماذا بعد إدمان الشكوى والسلبية وبث اليأس والإحباط، وغياب الإيجابية والمبادرة والشفافية والمصارحة والمشاركة؟ ماذا بعد.........؟! كن إيجابيا و"غير تتغير".. مستقبلك ومستقبل أولادك ووطنك في يدك.. وذلك أمر لو تعلمون جليل وعظيم.