صرح الناطق الأمني لوزارة الداخلية السعودية، بأنه إلحاقًا للبيانين المعلنين عن دهم وكرين لخلية إرهابية في محافظة جدة، أحدهما شقة سكنية في حي النسيم، والقبض فيها على المدعو حسام صالح سمران الجهني، والثاني عبارة عن استراحة بحي الحرازات، استخدمت كمأوى ومعمل لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وإقدام الإرهابييْن خالد غازي حسين السرواني ونادي مرزوق خلف المضياني العنزي بتفجير نفسيهما أثناء مداهمتها، وامتدادًا للتحقيقات المستمرة التي تباشرها الجهات الأمنية في أنشطة هذه الخلية، توصلت إلى نتائج مهمة كشفت عن تورطها المباشر في جرائم إرهابية أخرى. وقالت الداخلية إن التفاصيل جاءت كالتالي: أولًا: ثبوت علاقة هذه الخلية بالعمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف وذلك بتأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة النكراء وتسليمه إلى الانتحاري نائر مسلم حمّاد النجيدي - سعودي الجنسية، الذي فجر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد النبوي الشريف، ما نتج عنه مقتله واستشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة خمسة آخرين من رجال الأمن. وثبت تورطهم في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مواقف مستشفى «سليمان فقيه» في محافظة جدة من خلال تأمين الحزام الناسف للانتحاري عبد الله قلزار خان - باكستاني الجنسية، الذي فجر نفسه بعد اشتباه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة ومبادرتهم باعتراضه للتحقق من وضعه، ونتج عنه مقتله. وكشفت نتائج التحقيقات والفحوص الفنية ورفع الآثار من مواقع هذه الخلية في حي الحرازات عن إقدامهم على قتل أحد عناصرهم لشكهم في أنه ينوي القيام بتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية ولخشيتهم من افتضاح أمرهم تمالأوا على قتله وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله بواسطة تسديد رصاصة على مقدم الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت، حيث مهدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه داخل سكنهم بمنزل شعبي بحي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحرًا بقطع رقبته، وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل، إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريبًا وردمها بعد ذلك، وثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود للمطلوب أمنيًا مطيع سالم يسلم الصيعري، سعودي الجنسية، المعلن عنه ضمن قائمة المطلوبين هجري الذي يُعد خبيرًا في تصنيع الأحزمة الناسفة ويعتمد التنظيم كثيرًا على خبرته في هذا المجال. ومن خلال متابعة المعلومات المتوافرة عن هذه الخلية والمرتبطين بها، ظهرت دلالات تشير إلى ارتباط شخصين بأنشطتها الإرهابية واستئجارهما استراحة ومنزلًا في حي المحاميد في مدينة جدة بتكليف من خالد السرواني كمأوى لعناصر الخلية ومعملًا لتصنيع الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة قبل انتقالهم إلى مواقعهم الأخرى بحي الحرازات. وتم تحديدهما والقبض عليهما وهما كل من إبراهيم صالح سعيد الزهراني وسعيد صالح سعيد الزهراني - سعودي الجنسية، وضبط الموقعين المشار لهما ومحتوياتهما التي عثر من ضمنها على مواد كيماوية تستخدم في تصنيع المتفجرات. رابعًا: بلغ عدد المقبوض عليهم حتى الآن 46 موقوفًا لارتباطهم بالأنشطة الإجرامية لهذه الخلية منهم 32 سعوديًا، و14 أجنبيًا من جنسيات باكستانية ويمنية وأفغانية ومصرية وأردنية وسودانية، ولا زالت التحقيقات جارية معهم للوقوف على المزيد من المعلومات عن حقيقة أدوارهم. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن «ما تكشف حتى الآن من نتائج عن جرائم هذه الخلية والمرتبطين بها يدل دلالة واضحة على مدى الإجرام المتأصل في نفوسهم، والضلال الذي بلغه حالهم، فأعمالهم الدنيئة لم تراع حرمة لمكان أو لزمان أو لدماء معصومة، يقودهم أصحاب فكر مضل يدفعونهم باسم الدين والدين منهم براء لارتكاب أفعال تنفر من بشاعتها الفطرة السوية وقيم المروءة والإنسانية».