دشنت الصين اليوم (الأربعاء)، حاملة طائراتها الثانية والتي تعد الأولى التي تقوم ببنائها بشكل مستقل، وذلك في حوض بناء السفن في مدينة داليان بمقاطعة لياونينج بشمال شرق البلاد. وتم نقل الحاملة الجديدة من الحوض الجاف إلى المياه خلال حفل التدشين الذي بدأ في نحو الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت بكين بموقع حوض بناء السفن في داليان التابع لشركة صناعة بناء السفن الصينية. ووفقًا للإعلام الرسمى الصيني، حضر مراسم التدشين التي تأتي بعد يومين من احتفال الصين بيوم البحرية الصينية فان تشان لونج، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية وقادة قوات جيش التحرير الشعبي الصيني وكبار مسئولي شركة بناء السفن. وكان خبراء صينيون كشفوا في أواخر شهر فبراير الماضي أن عملية بناء حاملة الطائرات الصينية الثانية قد شارفت على الانتهاء استعدادًا لأن تدخل السفينة الخدمة بحلول عام 2020. ووفقًا للخبير العسكري سونج تشونج بينج، فإنه خلافًا لحاملة الطائرات الأولى التي تمتلكها الصين "لياونينج" التي هي من طراز 001 والتي تم بناؤها في أوكرانيا فى عهد الاتحاد السوفيتى السابق ثم اشترتها الصين وقامت بتطويرها، فإن حاملة الطائرات الجديدة تعد أكثر تقدمًا من حيث التصميم والقدرات والتقنيات القتالية التي تتميز بها. وقال بينج إن أحد الفروق الرئيسية بين الحاملتين اللتين يتشابهان في تصميمهما كثيرا، هو أن تصميم الحاملة الجديدة سيوفر بيئة أكثر راحة وحداثة لمن سيعملون على متنها في المستقبل. وأشار يين تشو،أحد الباحثين البارزين بمركز أبحاث المعدات والتجهيزات التابع للبحرية الصينية، إلى أنه بالرغم من أن مشروع بناء الحاملة اكتمل إلا أن الطريق لا يزال طويلا قبل دخولها إلى الخدمة متوقعًا أن تجهيزها لتلك الخطوة سيتستغرق مدة سنتين. وقال الخبير العسكري:"إنه يمكن تشبيه العملية ببناء منزل... فإن الانتهاء من البناء لا يعني أن المشروع بأكمله قد تم لأنه بعد البناء تأتي مرحلة التجهيز". واستطرد قائلا إن المرحلة القادمة ستتضمن تجهيز حاملة الطائرات الجديدة بالأسلحة والمعدات، بما في ذلك نظم الرادار والدفاع الجوي والاتصالات، ثم سيلي تلك المرحلة دخول السفينة والطائرات التي ستحملها مرحلة الاختبارات للتأكد من مدى جهوزيتهم للعمل. كانت الصين أعلنت رسميا في 31 ديسمبر 2015 أنها تقوم ببناء حاملتها الثانية للطائرات من طراز 001A، وتبلغ ازاحتها 50 ألف طن، وأنها سوف تكون قاعدة للمقاتلات من طراز J-15 وأنواع أخرى من الطائرات. واستنادًا إلى المعلومات الصادرة عن وزارة الدفاع الصينية، فإن الطائرات التي ستكون على متن الحاملة الجديدة سوف تستخدم في إقلاعها نفس الإسلوب المستخدم في الحاملة الأولى "لياونينج"، بدلا من "تكنولوجيا المنجنيق" الأكثر تطورًا والمستخدمة بحاملات الطائرات الأمريكية. وقال الخبير العسكري البحري لي جيه إن الصين تتطلع إلى أن تتمكن من اعتماد "تكنولوجيا المنجنيق" في المستقبل حيث من المرجح أن يتم استخدامها في حاملة الطائرات الصينية الثالثة والتي ستكون من طراز 002 والتي يتم حاليا بناؤها في شنغهاي. وأوضح أن حاملة الطائرات الثالثة التي تنوي الصين امتلاكها سوف تختلف تمامًا عن طرازي 001 و001A، لأنها سوف تبدو على شاكلة حاملات الطائرات الأمريكية وليس الروسية. وأضاف أن معظم حاملات الطائرات المتقدمة تستخدم نظام المنجنيق الكهرومغناطيسي، أو القاذفة الكهرومغناطيسية (EML)، لإقلاع الطائرات من على متنها، وأن الصين تقوم حاليًا باختبار تكنولوجيا "المقاليع البخارية". واصفًا نظام المنجنيق الكهرومغناطيسي بأنه أكثر مرونة كما أنه يمكن التحكم في سرعته، وباستخدامه يمكن إطلاق الطائرات من مختلف الأحجام من على متن حاملات الطائرات. وقال يين تشو من مركز الأبحاث التابع للبحرية الصينية في تصريحات نقلتها صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الرسمية إنه من أجل حماية الصين لأراضيها وأيضا لمصالحها الخارجية فإنها تحتاج إلى مجموعتين من حاملات الطائرات الضاربة في غرب المحيط الهادئ ومجموعتين في المحيط الهندي. مضيفًا أن الصين بحاجة إلى أن تمتلك من خمس إلى ست حاملات طائرات على الأقل في المستقبل.