توقعت مصادر سياسية ليبية أن يدشن لقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، أمس الجمعة، في روما تغيرًا مهمًا في مجريات السياسة في ليبيا، عماده الانتقال من لجان الحوار والتفاوض عبر وسطاء إلى التفاوض المباشر. ويزيد من تفاؤل التوقعات، معلومات يجري تداولها عن لقاء مرتقب سيجمع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج في واشنطن. وحتى وقت قريب، وبعد تداول أنباء عن قرب عقد لقاء بين صالح والسويحلي اللذين يقفان على طرفي نقيض المشهد في ليبيا، لم يكن شيئًا مؤكدًا، بما في ذلك إمكانية عقد اللقاء نفسه، فضلًا عن إمكانية نجاحه، بيد أن الدبلوماسية الإيطالية، نجحت بعقد اللقاء الذي جاء بمثابة صدمة لطرفي الصراع اللذين رأوا فيه تنازلًا من زاويتين متناقضتين. الصدمة بحد ذاتها ربما كانت سببًا بعدم إصدار مجلس النواب الليبي بيانًا حتى ساعة كتابة هذه السطور يؤكد فيه حدوث اللقاء، وما جرى بحثه فيه، بل إن النواب لم يكونوا في صورة ما يجري الترتيب له، الأمر الذي دعا النائب صالح فحيمة إلى إبداء استغرابه من التكتم الذي أحاط باللقاء، ودفعه، على الرغم من تأييده لأي تحرك سياسي لحلحلة الأمور إلى التساؤل: لماذا عقد اللقاء تحت الطاولة؟. وهي بعينها التي دفعت المجلس الأعلى للدولة لإصدار بيان، تضمن "أن جوًا من الود والصراحة ساد هذا اللقاء الذي اعتبره الطرفان مفيدًا للغاية، إذ ناقشا القضايا التي تؤثر في الحياة اليومية للمواطن الليبي، واتفقا على أن التوصل إلى حلول سلمية ومنصفة للقضايا العالقة سيتطلب لقاءات أخرى ترتكز أساسًا على إعلاء مصلحة الوطن والمواطن، والمصالحة الوطنية، ووقف نزيف الدم، وعودة كل النازحين في الداخل والخارج". لكن اللقاء، وفق مصادر سياسية، تعدّى ما حمله بيان الأعلى للدولة، الذي ليس بمقدوره الآن الكشف عن كافة تفاصيل اللقاء، نظرًا لحساسية الموضوعات المطروحة". وأشارت المصادر الى أن الحديث "تركز على القضايا الخلافية بشكل أساس، ومناقشة تعديل الاتفاق السياسي، وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للدولة ليتكون من رئيس ونائبين، وتولّي المشير خليفة حفتر قيادة الجيش الليبي". ووفقًا للنائب في البرلمان سهام سرقيوة فقد اتفق الطرفان على تولّي عقيلة صالح رئاسة المجلس الرئاسي وعبد الرحمن السويحلي نائبًا للرئيس. بدوره بارك النائب المحسوب على نواب "الوفاق" مصباح أوحيدة اللقاء الذي وصفه بالشجاع، معبرًا عن أمله بأن يكون له الأثر الإيجابي بحلحلة الأزمة السياسية. وقال أوحيدة: "نتطلع بعد اللقاء إلى انطلاق عملية سياسية أوسع تؤسس للاستقرار ولليبيا الجديدة، وتضع حدًا للانهيار الحاصل على كل الصعد". ويخشى في المقابل ليبيون "مصدومون" من اللقاء أن يؤدي إلى انشاء أجسام جديدة، تضاف الى أجسام سابقة، تتمسك بالسلطة، مما سيفتح الباب على حلقة جديدة من التصارع. ولا يخفي الباحث القانوني والناشط السياسي العربي الورفلي صدمته من اللقاء إذ يقول "منذ العام 2014 ونحن نقف وراء مجلس النواب، وقد كان نصيبنا التهجير والتهديد بالقتل، والآن يلتقيان في السويحلي".