قال سعيد عتيق، الخبير السياحي ومدير عام أحد الفنادق الكبرى بالغردقة، إن الحركة السياحية بدأت تعود لحالتها الطبيعية تدريجيًا، حيث سجلت الإشغالات نحو 60 إلى 80 % في بعض الأحيان بعد أن كانت في أفضل الحالات لا تتعدى 40 %. وأضاف عتيق في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز"، أن ما يقرب من 82 فندقًا في الغردقة كانت قد أغلقت أبوابها خلال أغسطس وسبتمبر ومنتصف أكتوبر، غير أنها عادت للعمل بحلول شهر نوفمبر عقب ارتفاع نسب الاشغالات بالبحر الأحمر وقرار 22 دولة أجنبية رفع حظر السفر الى مصر، مشيرًا الى أن السائح التشيكي كان أول من عاد للغردقة بمجرد الاستقرار النسبي في الأوضاع الأمنية بالقاهرة، ثم تلاه الإنجليزي ثم الألماني، وأوضح أن حضور السائح الألماني لمصر يفتح أبواب السياحة الأوروبية على مصراعيها فالمعروف أن ألمانيا الأكثر تشددًا من حيث المخاوف الأمنية ورعاية مواطنيها في الخارج. ونفى عتيق ما تردد حول نشوب أزمة في السياحة المصرية عقب قرار طرد السفير التركي، موضحًا أن كبرى الشركات العاملة في السياحة الجالبة هي شركات تركية مثل أنيكس وبيجاس وغيرها، ولا تزال تلك الشركات تتعامل مع مصر بشكل طبيعي، بل إنها وقت الثورة كثفت من مجهوداتها لجلب سائحين رغم ارتفاع حالات إلغاء الرحلات، كما أشار إلى أن الاستثمار لا ينظر إلى السياسة ولا يحدد وجهته عن طريقها، وأن أعمال الشركات التركية في مصر هي مصلحة مشتركة لنا ولهم وليست قاصرة علينا، لذا فمن المستبعد نهائيًا أن يفكر أي رجل أعمال تركي في سحب استثماراته بمصر أو وقف التعامل مع فنادقها وشركاتها كمقصد سياحي له ثقله على أجندة المقاصد الدولية. وطالب عتيق الحكومة المصرية باتخاذ بعض الإجراءات لسد الثغرات التي باتت تهدد مستقبل السياحة، وحصر رؤيته في ضرورة فرض الأمن وإعادة هيبته في أسرع وقت ممكن، علاوة على منع غير المؤهلين والمدربين من العمل بالبازارات والمحال السياحية والنقل السياحي، موضحًا أن السائح يتعرض في مصر لمضايقات وتحرشات من جانب العاملين بالبازارات والمطاعم الذين يحاولون إدخاله بالقوة إلى المحال، فضلا عن أن السماح بتراخيص التاكسي بكثافة في المناطق السياحية، خلق نوعًا من البطالة لدى بعض السائقين الذين اتجهوا للتجارة في المخدرات ويعرضونها على السائح وأبرزها مخدر الحشيش، حيث اشتكى سائحون كثيرون من ذلك. وقال عتيق إن سهولة إصدار التراخيص لبناء الفنادق والمنتجعات بداعي تشجيع الاستثمار، هو السبب الحقيقي وراء تفاقم أزمة حرق الاسعار وامتهان السياحة لمن هم بدون خبرة أو دراسة بالمجال، ما يتبعه نفور السائح من زيارة البلاد.