تعد حركة تجوال السائحين الأجانب فى شوارع المدن السياحية ومنها الغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم من أهم دعائم الإقتصاد القومى المصرى لما لها من مردود اقتصادى كبير على قطاع عريض من أفراد المجتمع بتلك المدن خاصة أصحاب مشروعات الظهير السياحى من بازارات ومحال تجارية والمطاعم والكافتيريات وغيرها من المشروعات التى تخدم النشاط السياحى فالسائحون يترددون بشكل كبير على تلك المشروعات ويشترون منها خلال جولاتهم بالشوارع وعندما منحت الدولة المستثمرين من أصحاب القرى والفنادق تيسيرات كبيرة لتشجيعهم على بناء تلك المنشآت لم تكن تهدف أن يتم بناء هذه المنشآت من أجل أن يأتى إليها السائحون ويتقوقعون داخلها ليستفيد منهم أصحاب هذه المنشآت فقط ولكن كان الهدف الرئيسى هو إستفادة أكبر عدد من المواطنين من مجئ هؤلاء السائحين ولكن خلال الفترات الأخيرة ورغم أن نسب الإشغالات جيدة تراجعت وبشكل كبير حركة تجوال السائحين بالشوارع مما تسبب فى تراجع حاد لحركة البيع بمشروعات الظهير السياحى بمدينة الغردقة بالذات بإعتبارها عاصمة صناعة السياحة فى مصر وبها نصيب الأسد من البازارات والمحال التجارية مقارنة ببقية المدن السياحية على مستوى المحافظة فهناك مناطق بهذه المدينة كانت تكتظ بالسائحين ليل نهار ومنها سوق الدهار أشهر مناطق الغردقة سياحياً والذى مات إكلينيكياً من حيث حركة البيع والشراء فما هى الأسباب؟ يقول عارف عيسى النجار صاحب سيارة سياحية إنه خلال الفترة الأخيرة بدأت بعض الشركات السياحية الكبيرة تتبع أسلوب إحتواء السائحين بداية من نزولهم من سلم الطائرة من خلال إستخدام سيارتها فى نقلهم للفنادق وتقوم بنقلهم خلال جولاتهم بالمنطقة وتحدد أماكن معينة يشترون منها هداياهم وغيرها من الإحتياجات الأخرى وغالبا ماتكون هناك مصلحة مشتركة بين هذه الشركات وأصحاب المحال التى يحددونها للسائح للتسوق منها كما يلعب المرشد السياحى أو مايسمى بالتورليدر المرافق للمجموعة السياحية دوراً فى توجيه السائح نحو متاجر وبازارات معينة للشراء منها مقابل حصوله على نسبة من حصيلة البيع من صاحب البازار أو المحل كما أن هناك تخويفا للسائحين من قبل بعض الشركات أو المرشدين بعدم النزول بمفردهم للشوارع بحجج واهية خاصة عقب ثورتى يناير ويونيو بحجة أن الشوارع غير آمنة وهذا على عكس الحقيقة وهذه التخوفات يستجيب لها بعض السائحين خاصة غير المترددين على المنطقة كما أن الشركات السياحية هى التى تقوم الآن بتنظيم رحلات السفارى البحرية والبرية للسائحين ولم تتركها للمكاتب التى كانت تتولاها من قبل ومعظم القرى أقامت على أسوارها بازارات ومحال تجارية تؤجرها بمبالغ باهظة بمعنى أن السمك الكبير إبتلع الصغير بينما يقول أحمد أبو السعود مرشد سياحى أن السبب الرئيسى لهذه المشكلة هى العدد الكبير من الأتراك الذين وفدوا للمنطقة للعمل بقطاع السياحة فمنهم من قام بإفتتاح محلات كبيرة لبيع هدايا المنتجات الجلدية والزيوت والعطور والهدايا المختلفة التى يرغبها السائح ويقبل على شرائها بشكل كبير وأصحاب هذه المحلات من الأتراك كونوا علاقات مع أصحاب ومديرى شركات سياحية من نفس جنسيتهم التركية خاصة أن أكبر أربع شركات تركية تعمل الآن بالبحر الأحمر فى مجال جلب السائحين يلعب أصحابها والعاملون بها دوراً رئيسياً فى توجيه السائح لمحلات بعينها ويتم نقل الزبائن من السائحين بسيارات مكيفة ذهاباً وعودة من القرية أو الفندق لتلك المحال المحددة من قبلهم مسبقاً. ويؤكد رجب على محمد صاحب بازار سياحى بسوق الدهار أنه قام بغلق بازاره الموجود فى هذه السوق التى كانت ملاذا لمئات السائحين ليلاً ونهاراً بسبب التراجع الحاد لجولات السائحين فى هذه السوق ويرى ان من أهم الأسباب التى أدت إلى تراجع حركة تجوال السائحين بالمناطق التى كانت مشهورة لتسوقهم مثل سوق الدهار والذى يطلق عليه شارع البازارات وكذلك شارع الشيراتون هى إفتتاح مراكز بيع كبيرة تحتوى على كافة إحتياجات السائحين وهذه المتاجر ابتلعت البازارات والمحال الصغيرة وقامت هذه المتاجر بالإتفاق مع أصحاب الشركات السياحية لتوجيه عملائها إليها وقد يتم إستغلاله وإبتزازه من قبل مايسمى بالخرتيه الذين يقفون أمام البازارات لإجتذاب السائحين إليها.