قولا واحدًا لم تحرك معاناة الشعب المصري وأزمته الاقتصادية الطاحنة مشاعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بابتسامته الواسعة وكلماته الرقيقة وحفاوة استقباله لنظيره المصري عبدالفتاح السيسى، فماذا يضير زعيم أكبر دولة في العالم إذا باتت بطوننا تتضرم جوعًا أو تنتفض بردًا؟ وقد أقسم على أن يرعى مصالح الشعب الأمريكي ويحافظ على سلامة أراضيه، وبهذا المنطق ذهب الرئيس السيسى للبيت الأبيض حاملاً هموم من أقسم على رعاية مصالحهم والحفاظ على سلامة أراضيهم. وسط كل هذا الزخم الذي صاحب زيارة الرئيس المصري للولايات المتحدةالأمريكية هاتفنى زميل صحفي بجريدة الشرق الأوسط السعودية متحدثًا عن تعليمات صدرت لهم فى مكتب القاهرة بإفساح المجال ليتحدث الوزراء المصريون عن جهودهم وعن جهود الإصلاح الاقتصادى وقد جاءت تلك التعليمات في أعقاب القمة التي جمعت الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسى على ضفاف البحر الميت - بعد أن بلغ السيل الزبى- وما تحمله من استعادة لترتيب أوراق منطقة الشرق الأوسط والتي أراها أعمق أثرًا من زيارة البيت الأبيض. ودون أن ننتقص من جهدهم، لم يغير احتشاد العشرات من حملة الإعلام المصرية في شارع جاكسون المؤدى للبيت الأبيض مسار الزيارة التي قد رسمتها إدارة ترامب في وقت سابق على حضورهم بقناعة رسختها صمود المؤمنون بتراب هذا الوطن فلا قتلت أحلامهم برصاصات الإرهاب، ولا هزمت عزائمهم حين أدار الأشقاء ظهورهم وبات غلاء المعيشة وضيق ذات اليد ثمنًا هينًا للكرامة فكانت رسالتهم للرئيس الأمريكي أنهم من فوضوه بالأمس لمواجهة الإرهاب ومن اصطفوا خلفه اليوم أملا في غد أفضل. ولم يكن ذلك بعيد عن اعتراف الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا الفضل حين طلب خلال كلمته بالجلسة الختامية لمؤتمر الشباب، من الحضور الوقوف احترامًا للشعب المصري المثابر، ووصفها ب"التحية الواجبة"، وأردف قائلا: "واحنا بنتكلم على 30 شهرًا كلها محاولات بتتعمل علشان الدولة دى متكملش، وانتو يا مصريين ودا كلام من قلبى ليكم، اسمحولى أقولكم باسم مصر، مصر بتشكركم علشان حافظتم على كرامتها وكبريائها". ولتكن رسالتنا للعالم "نحتاجكم قدر احتياجكم لنا" فلا تخطئ العين إيمان الرئيس الأمريكي بنجاح تجربة الدولة المصرية في التصدي للإرهاب ورغبته في الاستفادة من تلك التجربة فى تجاوز الاختبار القاسي الذي فشل فيه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما, وبهذا القدر من الحرص لا تغفل العين دعوة الرئيس المصري دول العالم للتصدي لهذا الخطر الذي بات يهدد الجميع وحاجتنا الملحة لمزيد من الدعم اللوجستى والعسكري في مواجهة هؤلاء القتلة ووقف تأثير حملات التشويه المتعمدة التي يقودها التنظيم الدولي للإخوان لتصدير صورة مصر غير الآمنة و لهز ثقة العالم في الاستثمار والسياحة، وما خفي كان أعظم.