بدأت أعمال الورشة الإقليمية التي تنظمها أمانة لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية "سيسا" بالتعاون مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالسودان، اليوم الاثنين بالخرطوم، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام ، وتدور حول "ظاهرة الارتزاق والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية السالبة وآثارها في الأمن والاستقرار في إفريقيا" وذلك بمشاركة 27 جهاز مخابرات على مستوى الخبراء المعنيين بهذه الظواهر في الدول الإفريقية، و 15 من المنظمات والأجهزة الإقليمية المعنية بالأمن والاستقرار في القارة . وأكد عضو اللجنة العليا المنظمة للورشة، اللواء خالد شكري، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، أهمية لجنة سيسا ،لدورها الريادي التي تقوم به في القارة الإفريقية، بالتنوير بالمهددات الأمنية التي لها تأثير مباشر على السلم والأمن، مبرزا أن السودان عضو فاعل في أنشطتها وفاعليتها. وأوضح أن الورشة يأتي انعقادها في الخرطوم تنفيذا لمقررات اجتماع سيسا الرابع عشر الذي عقد العام الماضي في رواندا ،التي من ضمنها عقد ورشة عمل تتناول ظاهرة الارتزاق وأخرى تتناول ظاهرة المقاتلين الأجانب الإرهابيين، لافتا إلى أن توصيات هذه الورشة ، سترفع إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن والسلم الإفريقي. وأشار إلى أن الورشة ستتتاول ثلاثة موضوعات مهمة تتمثل في ظاهرة الارتزاق، و المقاتلين الأجانب، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية السالبة وأثرها في الأمن والاستقرار في إفريقيا. من جانبه، دعا الأمين التنفيذي لسيسا ،شيمليس ولد سامين ، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للورشة، إلى وضع خطط واستراتيجيات للتصدي لظاهرة الارتزاق والإرهاب التي أصبحت تؤرق القارة الإفريقية ، مشددا علي ضرورة التعاون والتنسيق الإقليمي للحد من هذه الظواهر والمخاطر التي أصبحت متحركة ، وتمثل أحد التحديات الأمنية في القارة . وطالب ولد سامين، بوضع رؤية واضحة للوصول إلى إفريقيا خالية من النزاعات ،موضحا أن المرتزقة في إفريقيا يستخدمون برمجيات الحاسوب لتحقيق أهدافهم الإجرامية حيث يقومون بشن هجمات ضد الحكومات الشرعية . وقال الأمين التنفيذي لسيسا، إن المنظمات غير الحكومية السالبة أصبح عددها في تزايد، وأن أنشطتها في بعض الأحيان ساهمت في الحد من الأعمال الحكومية ، مؤكدا أنه يتم تمويلها واستخدامها من أجل تحقيق مصالح وأجندات من يمولونها ،لارتكاب جرائم تؤدي إلى كوارث إنسانية وبيئية . وأضاف أن المنظمات غير الحكومية السالبة توفر ميزانية للحركات الراديكالية، من أجل زعزعة أمن و استقرار البلاد، من خلال تمويل الإعلام المحلي بهدف تعميق الصراعات، مطالبا بوضع قوانين ولوائح لمراقبتها، داعيا السيسا والمجتمع الدولي، إلى العمل بسرعة للحد من هذه الظواهر الإرهابية ،وذلك بوضع القوانين ورفع الوعي بخطورة الإرهابيين والدعوة لإشاعة الأمن والاستقرار في دول إفريقيا . وبدوره، قال مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، الفريق أول ركن عطا المولى عباس، إن الارتزاق والإرهاب والمنظمات غير الحكومية السالبة، يشكلون مثلث الرعب والخطر في إفريقيا، مشددا على أهمية تحويل مقررات هذه الورشة إلى أفعال، من خلال التعاون المشترك على المستوى الإقليمي والقاري والدولي لمجابهة تلك التحديات . وأضاف أن، ظاهرة الارتزاق والمقاتلين الإرهابين والمنظمات غير الحكومية السالبة، تطورات أمنية بالغة التعقيد تمارس التدمير والقتل في بلداننا ، مؤكدا أن تنامي هذه الظاهرة يعيق التنمية في العديد من الدول الإفريقية ،وأصبح من أسباب معاناة الشعوب، مبرزا ثقته في التعاون المشترك المثمر لمواجهة هذه المهددات .