الجماعة: خطابنا الإعلامى منذ 25 يناير متخبط ومضطرب قيادات سابقة: المراجعات بلا قيمة.. ولا تعنى التخلى عن الفكر القطبى التكفيري كشفت جماعة الإخوان «الإرهابية» عن إجراء تقييم ومراجعات لأوضاعها الداخلية منذ عام 2011 وحتى 2016، تحت عنوان «تقييمات ما قبل الرؤية.. إطلالةٌ على الماضي»، لافتةً إلى أن المراجعات قامت على ورش عمل ومتخصصين وباحثين للوقوف على الأخطاء التى وقعت فيها بالاستعانة ببعض قيادات وكوادر الإخوان بالداخل والخارج. وزعمت الجماعة، فى بيان أمس الأول، أنها تواصلت مع ما يزيد على 100 شخص من المُفكرين والسياسيين وأصحاب الرأى والشخصيات العامة والعلماء والمُهتمّين بالشأن الإخوانى خاصةً والإسلامى عامةً للوقوف على آرائهم فى الأوضاع الداخلية للجماعة. وأعلنت جبهة شباب الإخوان، المحسوبة على محمد كمال القيادى الذى قتل منذ فترة فى مواجهة مع الأمن،، تفاصيل مراجعاتهم، لافتة إلى أن تقييماتهم تقوم على 4 عوامل أساسية تتمثل فى غياب ترتيب الأولويات فى العمل العام وأثر ذلك على الثورة، والعلاقة مع الثورة، والعلاقة مع الدولة، والممارسة الحزبية للجماعة، فيما لم تعلق فيه جبهة القائم بأعمال المرشد، محمود عزت، أو طلعت فهمى المتحدث باسم الجماعة، على مسألة التقييمات التى أعلنت عنها جبهة الشباب داخل الجماعة. وذكرت الجماعة فى محورها الأول أن العقود الثلاثة التى سبقت الثورة طوال عهد مبارك، كان التركيز التنظيمى التنفيذى للإخوان على الجانب المجتمعي، حيث تم الخلط بين رموز العمل الخدمى والدعوي، ثم خروج تلك الرموز إلى مساحات العمل السياسى فكان العمل السياسى ينطلق من بيئة اجتماعية حاكمة، ولكن قماشتها كانت ضيقة. واعترفت الجماعة بغياب علاقاتها المتوازنة مع الكيانات المجتمعية الأخرى من الناحية التكاملية أو التنافسية أو الندية، وأنه كان من الواجب التعاون مع هذه الكيانات على الأقل فى الجزء المشترك، والإبداع فى تنفيذ ذلك والاستفادة منه، رغم رفض بعضها التعاون مع الجماعة. فى تقييماتها، أكدت الجماعة عدم امتلاكها «مشروع سياسى متكامل للتغيير وإدارة الدولة»، محاولة التقليل من المسئولية والخطأ بالإشارة إلى أن الظروف السياسية التى «افتعلها النظام المصرى وفرضها على جماعة الإخوان طوال عقود، بدءا من نظام جمال عبدالناصر مرورا بالسادات وصولا إلى حسنى مبارك»، كان التعامل الأمنى هو القناة الوحيدة للاتصال، سواء فى المعتقلات وحركتها دخولا وخروجا، أو فى فترات الصفو النادرة، أو حتى فترات المشاركة السياسية. وأوضحت الجماعة أن أدبيات الإخوان عليها لوم كبير، حيث فرغت من التنظير لمسألة المشروع السياسى المتكامل لإدارة الدولة، وتم التغييب العمْدى لحركة التنظير، والكتابة والبحث الأكاديمى والنقاش فى هذا الأمر، مع عدم امتلاك مراكز أو مؤسسات متخصصة تصنع الكوادر ولو بشكل جزئى محليا. واستكملت الجماعة: «ربما يكون جانَبَنَا الصواب فيما مضى، لكننا عازمون على استدراك ما فاتنا، فمن لم يستطع التعاون معنا وفق هذه الغاية النبيلة؛ فليكن خصما شريفا يبحث عن أى مشترك بين ما نقول وما يستطيع هو إطفاء جذوة العداوة تجاهه؛ لأن الجميع فى مركب واحد الآن وبعد الآن». وأوضحت الجماعة أن هناك اضطرابًا فى الخطاب الإعلامى بالجماعة منذ ثورة يناير، حيث جاءت تصريحات وشعارات رموز الثورة من الإخوان مخالفة لتصريحات وقرارات التنظيم الهادئة المضطربة فى قراءة المشهد، ما أدى إلى صدور تصريحات ثم نفيها وصدور تصريحات مغايرة. ورأت الجماعة أن البعد عن العمل داخل الدولة وهو ما تسبب فى حرمان منتسبى الإخوان من الوجود فى المؤسسات العامة للدولة، وكان أحد أسباب ما حدث أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، من رفض الجميع التعاون معهم.