عقدت لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل للعروبيين اللبنانيين، التابعة للمؤتمر الشعبي اللبناني والذي يرأسه كمال شاتيلا، اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة بمشاركة التنظيمات والمؤسسات الاهلية وشخصيات وطنية والاعضاء في المؤتمر وناقشت قضايا دولية وعربية ومحلية. وقد تحدث كمال شاتيلا عن التهديدات الاسرائيلية على لبنان واعتبار القادة الاسرائيليين ان الجيش اللبناني عدوًا مثل المقاومة الاسلامية، فقال: "اذا كان توازن الردع بين المقاومة والعدو جعله يفكّر مليًا قبل أي عدوان على عدوان خاصة بعد رد سماحة السيد حسن نصرالله على الصهاينة بقدرة المقاومة على استهداف المفاعل النووية، فإن العدو الصهيوني سيعزز تركيزه على تفجير الجبهة اللبنانية الداخلية من خلال شبكاته التخريبية التي ستعمل على اثارة الفوضى والفتن والصراعات بين المسلمين، واستغلال التناقضات اللبنانية الى اقصى مدى"، مضيفا: "كما أنه سيسعى لتحريك قوى التطرف في المخيمات الفلسطينية لإشعال الصراعات بين لبنانيين وفلسطينيين". وقال شاتيلا: " إن هذه المخاطر تجعلنا نطالب أهل السلطة بتعزيز دور الجيش والاجهزة الامنية وملاحقة كل المتطرفين لاي جهة كانوا وفرض الرقابة على اجهزة الاعلام والتي بمعظمها تمارس الدعوة المجانية وغير المباشرة للفتنة"، مشددًا على أن الرد الفعلي على التحدي الاسرائيلي المتجدد يكون بتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وامتناع السياسيين عن الشحن الطائفي والتعصب المذهبي. فالوحدة الوطنية مستهدفة من العدو الآن اكثر من أي وقت مضى وهذا يرتب مسؤولية كبرى على الاحزاب والشخصيات ومؤسسات المجتمع الاهلي لمزيد من التفاعل والتكامل بين المكوّنات اللبنانية. واستطرد "شاتيلا": اننا كتيار وطني عروبي اذ نؤيد الخطاب السياسي الوطني لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإننا نشجب بعض اصوات جماعة 14 آذار وخاصة "المستقبل" لاعتراضهم على خطابات وتصاريح الرئيس عون في القاهرة وفي الجامعة العربية خاصة لأن ما قاله عبّر من خلاله عن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين المتمسكين بوحدتهم وبعروبة لبنان واستقلاله وتصميمه على تحرير أرضه المحتلة عبر الجيش والمقاومة على قاعدة الوحدة الوطنية. وبعد المناقشات، صدر عن لجنة المتابعة المقررات التالية: 1 – أن اللجنة إذ تهنىء القادة الجدد للأجهزة الأمنية على توليهم مناصبهم وتخص بالتهنئة العماد جوزيف عون بتعينه قائدًا للجيش اللبناني، فانها تطالب برفع جهوزية هذه الاجهزة لملاحقة عملاء اسرائيل واعادة مراقبة من اطلق سراحهم وإن جرى تخفيف الاحكام ضدهم، لأن الشبكات الاسرائيلية سوف تقوم بدور خطير لتقويض الاستقرار كما تفعل قوى التطرف المسلح. 2 – أن أهم عوامل تعزيز الوحدة الوطنية هو اعادة الثقة بين الشعب والدولة، وهذا لن يتحقق الاّ بمكافحة الفساد واستقلالية السلطة القضائية وايجاد قانون إنتخابي نسبي شامل يؤدي لتمثيل كافة التيارات الشعبية في المجلس النيابي. 3 – أن تقصير الانظمة العربية وامتناع قوى اساسية منها عن تعزيز التضامن العربي قد ادى الى تزايد التدخل السلبي الاقليمي والدولي في شؤوننا، واننا إذ ندين التدخل الأميركي في العراقوسوريا وتغاضى عن التدخل التركي الطامع بشمال سوريا، فإن لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل تدعو الجامعة العربية الى استعادة سوريا لمقعدها وايقاف مقاطعتها اقتصاديًا وسياسيًا. فالحل السياسي يبدأ بالمحافظة على وحدة الكيان السوري وعروبته واستقلاله، وإحترام حق الشعب السوري على اختيار دستوره وقياداته بدون اية وصاية خارجية. كما تطالب اللجنة قوى المعارضة الوطنية الداخلية بالامتناع عن تأييد طروحات ما يسمى بالائتلاف الذي يرتبط معظم أعضائه خارجيًا اذا اصرّ على طروحاته التعجيزية لعرقلة وقف الحرب وانجاز الحل السياسي واعتبار كل من يقبل بمنطقة عازلة أو فدرالية او تقسيم خارج المعادلة الوطنية ينبغي عزله ومقاطعته. 4 – أننا نعتبر مجلس النواب الليبي بقيادة المستشار عقيلة صالح العبيدي وقيادة الجيش برئاسة المشير خليفة حفتر هو مصدر الشرعية في ليبيا وهذا المجلس بقواه العسكرية الوطنية يتقدم لاستعادة وحدة ليبيا وإجراء انتخابات ديمقراطية. ان قوى الاطلسي تحارب الشرعية في ليبيا عن طريق دعم جماعات متطرفة في طرابلس من اجل تقسيم ليبيا والسيطرة على نفطها، لذلك فان اي طرف عربي يؤيد هؤلاء بما فيهم مبعوث الاممالمتحدة يعمل ضد مصلحة ليبيا ووحدتها وعروبتها، والجامعة العربية عليها واجب الضغط على اي نظام عربي يناهض مجلس النواب والقيادة العسكرية. 5 – أن مؤتمر بيروت والساحل لا يعتبر احياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والعدو مجدية. فالعدو الذي استفاد من المفاوضات الطويلة للتوسع الاستيطاني والامعان في ضرب الفلسطينيين حتى وصل الامر لمنع الاذان في المساجد. ان الانظمة العربية الساكتة على هذه الاعتداءات الاسرائيلية مسؤولة امام الله تعالى وامام شعبها التي لن تسكت على اي تطبيع مع العدو والامتناع عن مواجهته بكل الوسائل المتاحة.