مع تصاعد ردود الفعل العالمية خاصة الاقليمية بشأن القرار الصيني بإقانة منطقة سيادة جوية وبحرية تشمل المناطق التى تعتبرها الصين ضمن سيادتها ومجالها حدودها الاقليمية، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يوي جيون اليوم الخميس أن الرحلات الجوية الدولية العادية لن تتأثر في منطقة التمييز للدفاع الجوي في بحر الصين الشرقي، معبرا عن أمله في أن تتعاون الأطراف المعنية للحفاظ على أمن الطيران. وقال يانغ، فى بيان له اليوم تعليقا على مطالبة الحكومة اليابانية لشركتي الطيران اليابانيتين بتغيير خطوط طيرانهما لتتلاقى المنطقة الصينية، إن الصين وضعت قواعد واضحة بشأن تمييز هوية الطائرات عند مرورها بمنطقة التمييز للدفاع الجوي في بحر الصين الشرقي، وقد أعلنت عنها وذلك بما يطابق الممارسات الدولية. وشدد على أن الصين ستظل تحترم حرية الطيران وفقا للقانون الدولي، وأن إقامة منطقة التمييز للدفاع الجوي لن تغير الطبيعة القانونية للمجال الجوي المعني. من جانبه قال المحلل العسكري، نائب أمين لجنة دراسات السياسات الأمنية الصينية، واللواء في القوات الجوية الصينية تشياو ليانغ، أن منطقة الدفاع الجوي هي منطقة إنذار يتم تأسيسها وفقا للحاجيات الدفاعية للدولة، ولا تؤثر على الملاحة العادية وحرية الطيران في المجال الجوي الدولي، كما لا تشكل تهديدا على الدول الأخرى. وأضاف أن ما يقولونه البعض بأن منطقة الدفاع الجوي هي أضواء حمراء تحدد الخط الأحمر ليس دقيقا، حيث أن منطقة الدفاع الجوي هي أضواء صفراء تحدد الخط الأصفر، كما أن منطقة الأضواء الخضراء هو فضاء عام به حرية الطيران، ومنطقة الأضواء الحمراء هو مجال جوي لا يمكن لطائرات عبوره دون إذن، ومنطقة الأضواء الصفراء هي منطقة عازلة تعتمد على الإنذار في تذكير المركبات المجهولة التي تدخل المنطقة، حيث تسمح للطائرات الدخول بحرية للمنطقة، لكن يجب تحذيرها من عدم دخول مجال جوي لبلدان أخرى. وأكد تشياو أن جميع أنشطة الطيران العادية لن تتأثر بوجود أو عدم وجود منطقة الدفاع الجوي، حيث أن ردها على الاستفسارات يؤكد نيتها، ولكن بالنسبة لعمليات الطيران الاستفزازية وأنشطة التجسس والتحركات الخطيرة وغيرها من الأنشطة التي تستهدف الأراضي الصينية فإن الأمر مختلف. وأوضح أنه من السخرية أن يعتقد البعض أنه يمكن لأي دولة أن تتخلص من طائرات دول أخرى في الأجواء العامة فقط لأنها لم تجب في منطقة الدفاع الجوي، وأعطي مثلا بقوله "إن تجول اثنين من الصعاليك أمام باب منزلك، سوف تعتقد بأنهما مجرد صعاليك ولا تستطيع قتالهما حتى لو أردت ذلك، ولا يمكن أن تقوم بأي رد فعل مبالغ فيه إذا لم يدخلا حديقة منزلك، وعليه فإنه لا يبقى أمام صاحب المنزل إلا أن يبقى يقظا ومنتبها كل الانتباه حتى يحمي نفسه من أي خطر قد يواجهه، لان الدفاع عن النفس صالح فقط في الساحة الخاصة به". وحول تحليق قاذفتين أمريكيتين من طراز "بي – 52" فوق بحر الصين الشرقي، قال تشياو ليانغ، أن الجيش الصيني قام بمتابعة قاذفتين أمريكيتين من طراز "بي – 52′′ اللتان حلقتا فوق بحر الصين الشرقي القريبة من حافة منطقة الدفاع الجوي لمدة ساعة واحدة، وتعرف على نوع الطائرات الأمريكية، ولا ضرورة لتعقب الطائرتين. وأضاف أن دخول قاذفتين أمريكيتين من طراز بي-52 منطقة الدفاع الجوي التي حددتها الصين دون سابق إنذار، ما هو إلا مجرد إظهار موقفها الدبلوماسي، وهذا النوع من الموقف نفسه قامت به الصين في منطقة الدفاع الجوي اليابانية، ليطير على سماء جزر دياويو، ولكن هذه مجرد طريقة في النضال الدبلوماسي، وسوف نستمر في هذه المعركة مستقبلا، لا شيء يثير الضجة. وحذر تشياو ليانغ من الدور الخفي الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في النزاع الصيني الياباني، وأنه ينبغي على الصين أن تبقى يقظة وأن لا تقع تحت الفخ، ولابد أن يكون للصين ما يكفي من الوعي والفهم بان الولاياتالمتحدة لن تكون حكما في العلاقات الصينية اليابانية، لأنها دائما ما تميل إلى الجانب الذي ترى فيه مصالحها الخاصة، وإنما الشيء الوحيد الذي يمكن ان تعتمد عليه الصين هي قوتها الخاصة، لان "امتلاك القوة أساس القوة الحقيقية". ويضيف الخبير العسكري الصيني تشاي لي دان إن الطائرات الأجنبية بحاجة فقط إلى تقديم معلومات مثل جنسيتها وخطط طيرانها واتباع الإجراءات المعنية عقب دخولها المنطقة الجديدة .. موضحا أن الغرض من ذلك تحديد أهداف الطيران بشكل أفضل في المنطقة، وليس تقييد حرية الطيران. وقال الخبير العسكري الصيني مينغ شيانغ تشينغ إن اتباع قواعد المنطقة في الحقيقة سيحقق مزيدا من الأمن للطائرات خلال تحليقها فوق بحر الصين الشرقي .. مشيرا إلى أن المنطقة ستساعد على تقليل سوء التقدير العسكري وتجنب النزاعات وحماية نظام وسلامة الطيران. يذكر أن سلاح الجو التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني كان قد قام بأول دورية عسكرية جوية له عقب إقامة منطقة السيادة الجديدة بحر الصين الشرقي والمعروفة بأسم "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي".