الهيموفيليا، مرض وراثي يؤدي إلى زيادة مدة نزف الدم عند حدوث جرح، بسبب نقص أو اختلال في عامل من عوامل تخثر الدم، الثلاثة عشرة، خاصة عامل التخثر الثامن والتاسع، ويستمر المرض طيلة عمر المصاب، وعوامل التخثر هي عبارة عن سلسلة من البروتينات تساعد صفائح الدم على تكوين الخثرة التي تعمل على سد مكان الجرح سواء الداخلي أو الخارجي. وأماكن النزف الشائعة هي نزيف الفم، الذي قد يحدث تلقائيا، وذلك من اللثة أو جذور الأسنان بعد عملية جراحية للأسنان نتيجة عض المصاب لسانه أو خده من الداخل أو عند استعمال فرشاة أسنان خشنة أو غير صالحة. ونزيف العضلات الذي يحدث نتيجة تمدد العضلات، أو تعرضها لضربة مباشرة مما يسبب تمزقا للأنسجة، والنزيف في العضلات قد لا يسبب الورم مباشرة لتسرب الدم منها، ولكن ذلك يؤدي إلى إعاقة حركة المفصل المتصل بها حيث يشعر المريض بعدم رغبته أو قدرته على التحرك من شدة الألم. ويلي ذلك النزيف في المفاصل الذي يسبب ورما وحرارة وإعاقة في الحركة، ويستمر لعدة أيام فيحتاج المريض إلى الحقن السريع للعامل المخثر المفقود. أما النزيف في الرأس، فيعتبر خطيرا جدا وقد يهدد حياة المصاب؛ حيث إنه يسبب الصداع وضبابية الرؤيا والغثيان والتقيؤ والنعاس وفقدان التوازن والضعف العام وقت الحركة، بالإضافة إلى ظهور تصلب في الرقبة وبعض التشنجات، مما يؤدي إلى فقدان المريض للوعي الكامل، وفي مثل هذه الحالات لا تكفي المعالجة المنزلية بل يستوجب علاج المصاب في المستشفى. وهناك أنواع أخرى لنزف الدم منها النزيف من الأنف أو الأعضاء الداخلية أو نزول دم مع البول ونزيف الجلد. ويطلب من مرضى الهيموفيليا، بعض الإسعافات الأولية في حالات النزف الداخلي البسيط الراحة التامة، فعندما يحدث نزيف مفاصل يجب إراحة طرف المريض، فمثلا في حالة النزف من الكوع يجب أن يريح المريض المصاب ذراعه ولا يستخدمه في رفع أو حمل الأشياء، وفي حالة نزف الركبتين، أو الكاحل، فيجب ألا يستخدم المريض قدميه أطول مدة ممكنة، ويجب ألا يمارس أي نشاط رياضي ومن الأفضل استخدام عكازين إن أمكن. وللثلج دور مهم في الإسعافات الأولية للمرضى، فإن وضع الثلج على مكان الجرح يمكن أن يساعد في السيطرة على الورم وتخفيف الألم، ويمكن استعمال ثلج مجروش في كيس بلاستيكي أو قماش ولكن المهم ألا يوضع الثلج لمدة طويلة، فمدة 10- 15 دقيقة إلى مدة ساعتين كافية بالغرض. كما أن الضغط على المناطق التي تنزف من الممكن أن يساعد في تضييق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تباطؤ سير عملية النزف، ويمكن استعمال رباط مطاطي للضغط على المفصل أو العضلة المصابة مع مراقبة حدوث زرقان أو برودة أو تخدير في الأصابع، وفي حال ظهور مثل هذه الأعراض يجب فك الرباط وإعادة ربطه بشكل أخف، كما أن رفع الطرف المصاب بمستوى أعلى من مستوى القلب يساعد في التقليل من الضغط على الأوعية الدموية ويساعد على تخفيف الألم.