قام الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف بزيارة دامت أسبوعًا إلى مدينة الأقصر بالتزامن مع استمرار فعاليات الدورة ال 48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب والتي كانت تحفل بعشرات من الأدباء والشعراء العرب دون أن يعلم أحد. أثار الموقف استغراب البعض؛ لعدة أسباب منها قيام حدث ثقافي ضخم في مصر دون أن يتم تخصيص أمسية لشاعر بحجم سعدي يوسف؛ غير أن يوسف دائم الاعتذارات فقبل انطلاق المعرض بعدة أشهر كان هناك ملتقى القاهرة الدولي للشعر وتم دعوته له لكنه اعتذر. ما كان سيعرف أحد مجيئ سعدي يوسف إلى مصر لولا أن التقاه الشاعر المصري الشاب حسن عامر على سبيل المصادفة سائرا في إحدى شوارع مدينة الأقصر. وأوضح "عامر" أن لقاءه بيوسف كان لدقائق معدودة فلم يستطع الاستفسار عن سبب مجيئه أو آخر أخباره على المستوى الإبداعي أو لماذا لم يشارك في الدورة ال 48 من معرض الكتاب لكنه يعتقد ان مجيئه كان من أجل السياحة لا أكثر؛ مشيرًا إلى أن هذا الوقت القليل تضمن عبارات ترحيب عادية ليس أكثر؛ مؤكدا أن حالته الصحية لم تكن تسمح بالحديث فبدت متدهورة بعض الشيء كما بدا عليه آثار الشيخوخة فقد تجاوز عمره الثمانين عاما؛ وربما غادر إلى مكان إقامته بلندن منذ يومين تقريبا. تعتبر شخصية الشاعر العراقي سعدي يوسف من الشخصيات المثيرة للجدل في الأوساط الثقافية العربية عموما؛ فرغم كثرة المعجبين بأشعاره إلى ان العديد من الشعراء والمسئولين الثقافيين يتجنبون التعامل معه نظرا لبعض تصريحاته التي تحمل في طياتها إهانات للجميع على حسب آراء بعضهم؛ منها تصريحه الأخير الذي تمنى فيه سقوط بغداد في يد تنظيم داعش الارهابي، وقارن الخليفة المزعوم ابو بكر البغدادي بالزعيم الفيتنامي هوشي منه كما نشر قصيدة يعلن فيها تأييده لداعش، وقد عبر في هذه القصيدة عن أمنيته في أن تحتل داعش مدينة بغداد. ومن أجواء قصيدته التي كتبها تحت عنوان "عن المدن وأحوالها"، نقرأ: " قبل أربعين عامًا/ اندفعتْ دبّابةٌ من دروع الجنرال جياب/ في أحد مداخل سايغون/ لتسجِّلَ مشهدًا لن يُنسى/ هو مشهدُ الهروبِ الكبيرِ لعملاء الاحتلال الأميركيّ/ وفيه يتخلّى المحتلّون عن عملائهم/ ببساطةٍ تامّةٍ/ لا مثيلَ لها في تاريخ الحروب/ ليست هذه المرة الأولى التي يلقى فيها الخونةُ/ مصيرًا مُخزيًا/ لكنها المرة الأولى التي سُجِّلَ فيها هذا المصيرُ بالوسائل الإعلامية الحديثة/ ومن تلك الصورِ/ مشهدُ التدافعِ الرهيب/ للتعلُّقِ بآخر مروحيّةٍ أميركيةٍ تغادرُ سايغون/ سايغون التي سوف تسمّى مدينة هوشي منَه/ أتذكّرُ سقوطَ سايغون/ الذي أعلى انبعاثَها من الرماد/ وأتذكّرُ المرّاتِ التي سقطتْ فيها بغدادُ/ ولم تنبعثْ/ الآن/ بغدادُ آيلةٌ إلى السقوط/ بأسرعَ ممّا يتصوّرُ المتشائمون/ هكذا قرّرتْ عواصمُ القرار/ كم مروحيّةً يحتاجُ العملاءُ/ وكم قناةً تلفزيونيّةً".