أعربت الجزائر عن استعدادها لتلبية حاجيات تونس من الغاز المسال، خاصة المناطق على الحدود مع الجزائر، عبر أنبوب "ترانسماد"، وفق ما أكده وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة مساء أمس في أشغال اللجنة الثنائية الجزائرية-التونسية المنعقدة هذه الأيام في الجزائر. وقال الوزير الجزائري في ندوة صحفية حضرها رفقة الوزيرة التونسية للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة هالة شيخ روحو، إن الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المواد النفطية "نفطال" لديها الإمكانيات اللازممة لتزويد تونس بما تحتاجه من الغاز المسال، وأن الشركة سترفع كميات هذه المادة التي تزود بها تونس. كما أكد الوزير أن الجزائروتونس اتفقتا على تقوية الشركة المختلطة الجزائرية-التونسية "نوميد"، التي أنشأت عام 2003 بشراكة بين الطرفين، وأشار إلى أن الاجتماع تدارس إمكانية تمديد العقود التي تربط الشركة الجزائرية "سوناطراك" بنظيرتها الإيطالية "إيني". ويربط أنبوب غاز "ترانسماد" بين إيطالياوالجزائر مرورا بتونس والبحر المتوسط، وعبر هذا الأنبوب تتزود تونس بالغاز الجزائري، نسبة منه بالمجان مقابل سماحها بمرور الأنبوب فوق أراضيها، ومن المرتقب أن يتم تجديد عقد الأنبوب بين تونسوالجزائروإيطاليا، إذ تنتهي العقدة في 2019. وقالت هالة شيخ روحو إن الجزائر تعدّ أهم شريك طاقوي لتونس، لافتة إلى أن بلادها مهتمة بالنموذج الطاقي الجزائري، خاصة وأن تونس ترغب في إنتاج 30% من طاقتها الإجمالية انطلاقا من الطاقات النظيفة. وتعدّ الجزائر أول مُصدر أجنبي للغاز إلى أوروبا، وثالث مُصدر لبلدان الاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، وتنقل الغاز إلى أوروبا على ثلاثة أنابيب، واحد عبر إيطاليا واثنان عبر إسبانيا. ويعود بناء خط الأنبوب المار عبر الأراضي التونسية إلى عام 1983، وبموجب الاتفاق، استطاعت تونس تأمين 50% من حاجياتها من الغاز، بيدَ أن استفادتها كانت مهددة بسبب مشروع غالسي الذي كان مقررا بين الجزائروإيطاليا مرورا بجزيرة سردينيا، غير أن المشروع تعطل في نهاية المطاف.