أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فى بيان اليوم، عن قلقها البالغ بعد قيام رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، بإصدار قانون التظاهر، رغم تحفظ القوى السياسية والحقوقية على مشروع القانون، والتي وضعت مجموعة من الضوابط العامة عليه، ورغم ذلك تجاهلت الحكومة هذه التعديلات وقامت بإصدار القانون. وترى المنظمة، أن قانون التظاهر على هذا النحو وبهذه الصورة ما هو إلا تضييق واضح على حق المواطنين في التظاهر السلمي، وارتداد عن مكتسبات ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، فقد تضمن مشروع التظاهر جملة من الانتقادات من قبيل إعطائه لمسئولي الأمن سلطة تقديرية لحظر أي مظاهرة على أسس غامضة، ويسمح لرجال الشرطة بتفريق أي مظاهرة بالقوة المميتة، باستخدام سلاح الخرطوش، الذي يمكن أن يقتل لو استخدم من مسافات قريبة، ولا ينص القانون على استثناءات للتظاهرات الأصغر حجمًا، والتي ليس من شأنها تعطيل المرور، أو للتظاهرات العاجلة والعفوية. كما تنص المادة الحادية والعشرون على عقوبات تنظيم مظاهرة دون الحصول على تصريح، حيث تنص على أنه يعاقب بالغرامة التي لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 30 ألف جنيه، كل من قام بتنظيم اجتماع عام أو موكب أو مظاهرة دون الإخطار المنصوص عليه في المادة الثامنة من القانون، وهي عقوبة مبالغ فيها وتتناقض وقاعدة التناسب بين الجريمة والعقاب. وتشير المنظمة إلى أن هذا القانون يقيد التظاهر السلمي، ذلك الحق الذي كفلته المواثيق والمعاهدات الدولية، إذ نصت المادة (21) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 على أنه "يكون الحق في التجمع السلمي معترفا به، ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق غير تلك التي تفرض طبقا للقانون، وتشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم". ونصت المادة 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية". وطالبت المنظمة بتعديل قانون التظاهر والاستجابة للتعديلات التي طرحها المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي وضع مجموعة من الضوابط على هذا القانون، لضمان وكفالة الحق في التظاهر السلمي، وحتى يكون القانون متفقًا مع المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان. ومن جانبه، أكد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة، أن قانون التظاهر الحالي يتناقض مع الالتزامات الدولية والاتفاقيات التي وقعت عليها مصر، كما أنه يتناقض بشكل جوهري مع الدستور الجديد، والذي ينص على أن حق التظاهر مكفول للجميع مما يعني تعارض هذا القانون مع الدستور. وأشار "أبوسعدة" إلى أن قانون العقوبات كافٍ إذا ما تم تطبيقه في مواجهة التظاهرات غير السلمية، وأن هذا القانون يعصف بمكتسبات ثورتي 25 يناير و30 يونيو، اللتين قامتا بالأساس من أجل الحرية، مطالبًا بإصدار قانون للتظاهر يكون أكثر تحررًا ويتم عرضه على البرلمان القادم، كما يكون متوافقًا مع المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.