سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاد الأفريقي.. وتاريخ من المشاركات المصرية في اجتماعاته.. يعتبر امتدادًا لمنظمة الوحدة ومقره أديس أبابا.. يهدف للإبقاء على الحدود حفاظًا على وحدة القارة.. ومكافحة الفقر والحركات الانفصالية
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة العادية رقم 28 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي. ويشارك في القمة نحو 33 رئيسًا وزعيم دولة فضلًا عن مشاركة عدد كبير من نواب الرؤساء ونواب رؤساء الحكومات لعدد كبير من الدول الأفريقية. ومن المقرر أن تشهد القمة نقل رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام 2017 من إدريس ديبي رئيس تشاد الواقعة وسط القارة إلى رئيس إحدى دول غرب القارة، كما يناقش قادة أفريقيا قضايا الاقتصاد والتنمية والسلام والنزاعات والأمن ومكافحة الإرهاب وعددا من الملفات لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأفريقي. "البوابة نيوز" ترصد فى التقرير التالى تاريخ إنشاء الاتحاد ومشاركة مصر به: الاتحاد الأفريقي تأسس الاتحاد في 9 يوليو 2002، ويتألف من 52 دولة أفريقية، خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية، تتخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، يقع مقر الأمانة العامة ولجنة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أثيوبيا. تحول المنظمة إلى الاتحاد الأفريقي: وبمرور الوقت، ولمواجهة التطورات السياسية والاقتصادية والعالمية ظهرت الحاجة إلى تفعيل منظمة الوحدة الأفريقية بما يتماشى مع هذه التطورات فأصدر زعماء دول المنظمة الأفريقية في سبتمبر عام 1999 إعلانا مشتركا في قمتهم التي عقدت في مدينة "سرت" الليبية والذى عرف "بإعلان سرت"، دعوا فيه إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي الذي حل محل منظمة الوحدة الأفريقية لكى يصبح للقارة الأفريقية دور مؤثر في الاقتصاد العالمى الذي أصبح لا يعترف إلا بالتكتلات الكبيرة. مصر والقمة الأفريقية بدأت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تلك المهمة خاصة أن الدائرة الأفريقية كانت من أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية، كما أنها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية مايو 1963 وكانت ترى فيها أنها الحصن المنيع الذي يحمى الوحدة الأفريقية ويحتضن التضامن الأفريقى ويعبر عن الشخصية الأفريقية على المسرح الدولى، وقد تعمق الدور المصرى منذ إنشاء الرابطة الأفريقية عام 1955، تلى ذلك دعم مصر لحركات التحرير المختلفة بالقارة في بداية الستينيات ومساندتها ماديا ومعنويا. دور مصر فى منظمة الأمم الأفريقية برز دور مصر في الحفاظ على روح ميثاق المنظمة منذ أول قمة أفريقية استضافتها على أرضها في يوليو 1964 وهى القمة التي قررت الإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار حفاظا على وحدة القارة، كما أسهمت مصر في مكافحة الحركات الانفصالية خاصة في كل من: زائير "الكونغو الديمقراطية: حاليا"، ونيجيريا وبالتحديد: أزمتى: بيافرا، وشابا كاتنجا فى العقدين السادس والسابع من القرن الماضى، كما كان لمصر الدور الأبرز في سياسة مكافحة الفصل العنصرى. وقد اتسمت حقبة الرئيس السادات بوقوف الدول الأعضاء بمنظمة الوحدة الأفريقية مؤيدة لمصر في صراعها وقتها مع إسرائيل في حرب أكتوبر 1973. أول قمة أفريقية بمصر وفى عهد مبارك، تواصل دور مصر الأفريقى وكان لها صلة كبيرة كذلك بإثراء الحوار الأفريقى- اللاتينى مع المكسيك عام 1993، ثم مع أوروبا الموحدة، وقد استضافت القاهرة القمة الأولى بهذا الشأن في بداية الألفية الثالثة، كذلك ترأست مصر في عهده قمة منظمة الوحدة الأفريقية مرتين: عامى 86/1987، وكذلك 93/1994، وأيضا ساندت مصر العديد من الأنشطة الاقتصادية بالقارة ووقفت بجانب مكافحة الفقر وتزايد الديون وحل النزاعات الإقليمية. كما شاركت مصر في جميع اجتماعات المنظمة، وكان لها صوت مسموع في الدعوة لاستقلال ناميبيا 1990، وفى معارضة التفرقة العنصرية حتى تم زوال العنصرية 1994، وفى جهود الوساطة وحل النزاعات خاصة فيما بين: موريتانيا والسنغال وليبيا وتشاد وغيرها، كما كان لمصر صوت فى البحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية والديون المتراكمة على الدول النامية. إسقاط عضوية مصر من الاتحاد اتخذ مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي قرارًا عقب ثورة 30 يونيو2013 بتجميد عضوية مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي وهو الأمر الذي تسبب في غياب مصر لأول مرة منذ أكثر من خمسين عامًا عن القمة الأفريقية. وفى ضوء التحركات المصرية المكثفة على الصعيد الأفريقى، اعتمد مجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى الرؤساء، في يوم 25 يوليو 2014، قرارا أصدره المجلس على مستوى السفراء ويقضي بعودة مصر إلى أنشطة الاتحاد الأفريقي بعد قرابة عام من التجميد، وتعد عودة مصر إلى المشاركة في أنشطة الاتحاد الأفريقى هو اعتراف واضح بأن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية، وأن الجيش ساند الإرادة الشعبية المصرية التي خرجت في الشارع. عودة مصر للاتحاد عادت مصر إلى قارتها الأفريقية بمشاركتها في أعمال الدورة 23 لقمة الاتحاد الأفريقى بالعاصمة "مالابو" خلال يومي 26-27 يونيو 2014 لتكون بداية لمرحلة جديدة من التضامن والتعاون المثمر ولتحقق طموحات الشعوب الأفريقية في التنمية، حيث شاركت بوفد رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد لاقت المشاركة المصرية ترحيبا من قبل الاتحاد بما يتناسب مع مكانة مصر وقدرها بالقارة، وحيث يحرص الرئيس السيسى على المشاركة المستمرة والتواجد في الساحة الأفريقية بانتظام. القمه الثامنة والعشرين تمثل القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الأفريقي أهمية كبرى للدول الأفريقية لما يطرح بها من قضايا من أبرزها انتخاب رئيس الاتحاد الأفريقي خلفا للرئيسة الحالية الجنوب الأفريقية "دالاميني زوما". كما تناقش القمة ملف عودة المغرب للانضمام لمنظمة الاتحاد الأفريقي التي انسحبت منها عام 1984 بعدما كانت واحدا من أبرز مؤسسيها، بالإضافة إلى مناقشة ملفات التعاون المشترك بخطة التنمية لدول الاتحاد الأفريقي ونتائج اجتماع مراكش المتعلقة بتغيرات المناخ، وكذلك عدد كبير من الملفات المتعلقة بالقضايا السلمية والأمنية بدول الجوار الأفريقي. مصر تشارك في القمة الثامنة والعشرين وستقوم مصر بتقديم بالعديد من الملفات الهامة بالقارة، خلال مشاركتها فى القمة، بما يعكس أهمية الدور المصري في أفريقيا، على رأسها الملفات الاقتصادية وتعاون أكبر في التكتلات الأفريقية بما يسهم في خلق كيان تجاري مصري أفريقي. وتعرض مصر خلال القمة التقرير السنوى الثالث لمشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الذي يتم تنفيذه تحت رعاية منظمة "الكوميسا" ضمن مبادرة "النيباد" لتنمية البنية التحتية في أفريقيا، والذي كان محل اهتمام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأوغندا في ديسمبر 2016 باعتبار مصر المنسق الإقليمى للمشروع، وذلك للاستفادة منه في تيسير حركة النقل بين البلدان الأفريقية وزيادة منسوب المياه بأكبر أنهار القارة.