حالة من الكساد سادت سوق الإنتاج الموسيقي في مصر خلال السنوات الماضية فبالرغم من تعاقد الكثير من النجوم مع شركات الإنتاج إلا أن ألبوماتهم لم تخرج للنور بحجة عدم استقرار الأوضاع في البلاد. وفي ظل هذه الأحداث استطاعت شركات جديدة أن تظهر على الساحة الغنائية بقوة وتلفت إليها الأنظار في الوقت الذي انهارت فيه أسماء كبيرة في عالم الإنتاج الموسيقي وأصبح لها تاريخ لا يمكن إنكاره. وكانت كل من شركات روتانا وعالم الفن وميلودي، وجود نيوز وارابيكا ميوزيك، فري ميوزيك هي الأبرز علي الساحة دون ترتيب وعلى نحو سريع ظهرت بالأفق شركات جديدة غامرت فيها بإنتاج أعمال تستحق الاستماع مثل نجوم ريكوردز والتي أنتجت ثلاثة ألبومات في عامين لكل من محمد حماقي ورامي جمال وأبو الليف وبصدد طرح الألبوم الرابع لشيرين، كما ظهرت شركة روزناما ريكوردز بتجربة ناجحة ل "دنيا سمير غانم". وعن تقييم حالة السوق المصري وأسباب عزوف الشركات عن الإنتاج يرى كريم الحميدي مدير شركة نجوم ريكوردز أن فكرة شراء شركة انتاج لألبوم تم تنفيذه على نفقة المطرب في مقابل تصوير فيديو كليب له نوع من السمسرة من المنتج الذي يقوم بتوزيع الألبوم دون الأخذ في الاعتبار المضمون الذي يحتويه الألبوم فتكون النتيجة ألبوم سيء للغاية وإذا حدث بالصدفة وطرح ألبوم جيد يكون التالي له سيء وتنشأ الخلافات بين المنتج والمطرب مما يؤدي إلى فسخ تعاقدهم. وعن تجربة نجوم ريكوردز أكد الحميدي أن هدفهم في البداية هو إنتاج ألبومات لنجوم لهم شعبية أو مطربين شباب يتنبؤون لهم بمستقبل بشرط أن يكون مطربو الشركة كلهم من مصر ويضيف أن تأسيس الشركة وقت الثورة كان بمثابة مغامرة ولكنهم استطاعوا خلال عامين أن ينتجوا 4 ألبومات في الوقت الذي فشلت فيه شركات كبرى من طرح ألبومات مطربيها ويرى أنه لا يوجد لهم منافس في سوق الإنتاج المصري خاصة أن الشركة الوحيدة التي تنتج فعليا هي روتانا وهي ليست مصرية. أما حسين هاشم المستشار الاعلامي لشركة روزناما فيرى أن الشركة استطاعت التعامل مع أزمة طرح الأغاني على الإنترنت لصالحهم بطرحهم أغنيات "دنيا سمير" على اليوتيوب فالعالم كله يستغل الإنترنت كوسيلة دعاية وترويج منتجاتهم وهو ما قدمناه وزدنا عليه تقديم الأغنية بتصوير جرافيك لأول مرة فحققت نجاحا كبيرا حتى وصل عدد مشاهدات الأربع أغنيات التي طرحت إلى 17 مليون مشاهدة. ويضيف أن الجمهور الآن يستمع لأغنيات الروك والجاز فيجب على شركات الإنتاج تطوير أغنياتهم من حيث الكلمات واللحن والتوزيع لتواكب احتياجات المستمعين، وعن عزوف الشركات الكبرى عن الإنتاج في الفترة الماضية قال إنهم لم يخشوا طرح إنتاجهم خاصة أن أي منتج سيخشي من الإنتاج سيتوقف الجميع عن العمل فكان لابد لأي أحد أن يغامر حتى يتشجع الآخرون. أما المنتج محسن جابر فقد دافع عن شركته مؤكدا أن بالفعل هناك بعض الألبومات من انتاجه الخاص والأخرى توزيع وأنه ليس مضطرا لتوزيع ألبوم غير راضٍ عن محتواه المقدم لأن المادة الفنية تحكم بطبيعتها طريقة التسويق للألبوم وشروط التعاقد بينهما وبالتالي لابد من احتساب المصاريف التي سيتكفلها. وأضاف أنه متعاقد مع نخبة من النجوم أمثال ميادة الحناوي، لطيفة، مصطفي قمر، ساموزين، خالد سليم، تامر عاشور ولؤي وإنه بالرغم من تأخر ألبومات البعض بسبب الأحداث إلا أن كلا من قمر ولطيفة وسامو سيتم طرح ألبوماتهم تباعا بعد حالة الاستقرار التي تسود مصر ويرى أنه ليس له منافس خاصة وأنه كان هناك 384 شركة إنتاج عام 2003-2004 وهذا الرقم تم رصده بحكم عمله كرئيس اتحاد المنتجين، أما الآن فلا توجد سوى 10 شركات في المنطقة العربية كلها لأن الكثير من الشركات غيرت المهنة في الوقت الذي صمد بشركته لكونه يملك محتوى كبير من أغنيات التراث التي لا تكلف مصاريف بقدر ما تؤتي بإيرادات، وعن الشركات الجديدة التي أسست مؤخرًا صرح بأنه لا يعترف بها كمنافس خاصة أنها لا تضم سوى مطرب أو اثنين ويرى أنها مجرد شركات محدودة ولا تتجاوز العمل الفردي، وعن غلق مكتب روتانا بالقاهرة علق جابر بأن روتانا شركة كبيرة ولكن مصروفاتها أكثر من إيراداتها فلذلك كان عليها أن تقلل من نفقاتها بغلق بعض الفروع. وأخيرا يرى نصر محروس أن انتهاء شركات الإنتاج كان من قبل الثورة حتى روتانا كانت كل الألبومات التي تطرحها عبارة عن تصفية لأعمالها وبخصوص الشركات الجديدة التي طرحت أعمال قال إنها قدمت أعمالا حققت نجاحا بسبب عدم وجود بدائل أخرى وأن كان لا ينكر أنها أعمال جيدة ولكن ليس هناك أعمال تنافس بقوة في سوق الموسيقى فهي مجرد اجتهادات ساعدت في ظهورها اختفاء الشركات الكبرى خاصة أنها لم تكن تمتهنها بحرفية فهي مجرد رؤوس أموال تدار وليست صناعة حقيقية، وأضاف أن اختفاءه الفترة الماضية بسبب ظروفه الصحية وأنه سيعود من جديد مع مطربي شركته، بالإضافة لاكتشاف المواهب الحقيقية كما تعود الجمهور منه.