أعلنت وزارة الدفاع العراقية، مساء أمس الأول، تحرير الجانب الشرقي من الموصل بشكل كامل، بعد أن خاضت القوات معارك صعبة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل عدد كبير من عناصر "داعش" وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال المعارك. وقد توقع عسكريون ان تتم عمليات تحرير الجانب الغربي بشكل أسرع من تحرير الجانب الشرقي وبخشائر أقل للجيش العراقي، على الرغم من اختلاف طبيعة الأحياء الغربية المعروفة بأزقتها الضيقة وكثرة أعداد المدنيين وكذلك عناصر تنظيم داعش الإرهابي. كانت معارك الجانب الشرقي قد بدأت من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي) وقوات الحشد الشعبي (فصائل شيعية مسلحة) وبإسناد من التحالف الدولي. وتوقع الخبراء الانتهاء من العمليات في غضون شهرين كحد أقصى وأوضحوا أن ما يسهل العملية العسكرية في الجانب الغربي للموصل هي المعلومات الاستخبارية التي يدلي بها أهالي المدينة عن مواقع "داعش" وتجمعاتهم ونوع الأسلحة المستخدمة. ويقول عدنان جمعة، ضابط سابق بالجيش العراقي: "العدد الكبير من أهالي الجانب الغربي للموصل هم من ضباط الجيش العراقي السابق، وبإمكانهم وفقًا لخبراتهم تزويد القوات الأمنية بالإحداثيات الخاصة بمواقع داعش ليتم قصفها". هذا، ويضم الجانب الغربي من مدينة الموصل المؤسسات الحكومية الرسمية كمبنى المحافظة ومجلس المحافظة ومقر قيادة عمليات نينوى، ومطار الموصل، وهو المعقل الرئيسي لمسلحي تنظيم "داعش"، وأولى المناطق التي اقتحمها التنظيم عام 2014. وعلى الصعيد الإنساني أعربت المنظمات الدولية في مجال الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عن قلقها الشديد لما يقرب من 750 ألف من سكان الموصل في الجانب الغربي، حيث من المتوقع بدء العمليات القتالية خلال الأيام المقبلة. وكانت الوكالات الإنسانية قد حذرت في بداية العمليات من تضرر حوالي مليوني من المدنيين جراء العمليات التي بدأت في أكتوبر الماضي، وقد لاذ بالفرار نحو 180 ألف مواطن من المناطق الشرقية للموصل وبقي أكثر من 550 ألف مواطن في منازلهم. وقد صرحت ليز جراندي، منسق الشؤون الإنسانية في العراق، في بيان أصدرته الأممالمتحدة، تلقت "البوابة" نسخة منه، عن أملها لتأمين احتياجات مئات الآلاف من سكان الجانب الغربي من النهر وقالت"نحن نعلم بأنهم معرضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم". وأضافت "جراندي": "إن التقارير الواردة من داخل مناطق غرب الموصل محزنة. إذ أن الشركاء في المجال الإنساني غير قادرين على الوصول إلى هذه المناطق، إلا أن كل الدلائل تشير إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل حاد، وأن أسعار المواد الغذائية الأساسية والإمدادات مرتفعة للغاية، وتتوفر المياه والكهرباء بشكل متقطع في الأحياء السكنية، وأن العديد من الأسر تأكل مرة واحدة فقط في اليوم، كما اضطرت بعض الأسر إلى حرق الأثاث لتدفئى منازلها". وقالت "جراندي": "لا نعرف ما الذي سيحدث في غرب الموصل، لكننا لا نستبعد إمكانية حدوث ما يشبه الحصار، أو حدوث ما يشبه موجة نزوح جماعي". جدير بالذكر أن الوكالات العاملة في الإغاثة الإنسانية قد تمكنت من تقديم المساعدة بأسرع وقت ممكن للنازحين منذ بدء العمليات العسكرية، حيث تسلم حوالي 600 ألف شخص المساعدة الغذائية، كما حصل 745 ألف شخص على الدعم في الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي، كما تم تأمين الرعاية الطبية لحوالي 370 ألف شخص. كما تجدر الإشارة إلى أن 85% من نازحي الموصل يقيمون في 13 مخيمًا موقعًا للطوارئ شيدت من قبل الحكومة العراقية ووكالات الإغاثة الدولية، كما أن هناك 10 مخيمات ومواقع للطوارئ مليئة بالنازحين، تم توسيع أربعة منها، وهناك أكثر من 7 منها قيد الإنشاء.