جدد السلفيون حربهم مرة أخرى على الفن والفنانين بعد أن هدأت لفترة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، ووصلت هذه الحرب التي تجددت إلى حد قيام السلفيين بعمل قوائم سوداء لعدد كبير من الفنانين بسبب توجهاتهم السياسية والعقائدية، أو بمعنى أدق تعاونهم مع الحشد الشعبي الشيعي. وبدأت اللجان الإلكترونية السلفية فتح النار على هؤلاء الفنانين مطالبين بمحاكمتهم بحجة دعمهم لقتل أهل السنة في العراق وسوريا، كما أطلقت حملات إلكترونية تطالب المصريين بمقاطعة الأعمال الفنية التي يشارك فيها هؤلاء الفنانون. يأتي على رأس الفنانين الموضوعين في القائمة السوداء للسلفيين الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم بسبب أغنيته الأخيرة التي أعلن فيها دعم الحشد الشعبي الشيعي وتحركاتهم في العراق لتطهيرها من داعش، الأمر الذي رآه السلفيون خيانة للإسلام من الفنان الشعبي، وفتحوا عليه النار على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بالتخابر لصالح دول أجنبية. رد شعبان عبد الرحيم في بيان صحفي أكد فيه عدم علمه بحرب الحشد الشعبي على أهل السنة، واعتذر عن الأغنية إلا أن السلفيين لم يوقفوا حملاتهم ضده وضموه إلى القائمة السوداء للفنانين التي تضم أيضًا مجموعة كبيرة من الفنانين الكبار لنفس السبب، وهو دعم الحشد الشعبي في العراق أو نظام الرئيس السوري بقيادة بشار الأسد بعد نجاحه في معركة حلب الأخيرة. من أبرز فناني هذه القائمة الفنانة الشهيرة إلهام شاهين التي لاقت ولا تزال هجومًا شرسًا من السلفيين بسبب تصريحاتها التي أعلنت فيها دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، ورحبت بنجاحه في معركة حلب الأخيرة. ومن ضمن فناني تلك القائمة السلفية أيضًا الفنان الكبير حسين فهمي، وذلك بسبب صورة له نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بصحبة أحد رجال الجيش العراقي، الأمر الذي اعتبره السلفيون دعمًا من الفنان الكبير لقتل أهل السنة في العراق. فاروق الفيشاوي وأحمد بدير أيضًا من القائمة السوداء، ومعهم عدد من الفنانين الآخرين مثل حنان شوقي وفتوح أحمد، لمشاركتهما في حضور مهرجانات ومؤتمرات تتبع الحكومة العراقية مثل مهرجان الفنانين العرب الأخير. ومن ضمن الحرب على هؤلاء الفنانين عاد الشيخ ياسر برهامي ومشايخ السلفية لفتواهم بتحريم الفن والعمل الفني، ولكن بصورة غير كبيرة وفي إطار محدود حتى لا تشتعل الحرب عليهم مرة أخرى التي بدأت بعد ظهورهم على السطح عقب ثورة يناير عام 2011، وهدأت بعد مشاركة السلفيين سياسيًا وتجاهلهم مثل هذه الفتاوى.