في الوقت الذي تستعد فيه هيئة المحطات النووية لطرح أول مناقصة عالمية لإنشاء مفاعل الضبعة النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية، دخلت الجامعات المصرية في سباق من نوع جديد لاقتسام كعكة البرنامج النووي من خلال مشاركتها في تقديم خريجين من المهندسين والفنيين. وقررت جامعه القاهرة في اجتماعها السنوي دراسة إنشاء قسم خاص بالهندسة النووية ليبدأ الدراسة فيه مع بداية إنشاء المفاعل الأول بالضبعة، لتساهم في تخريج كوادر من أبناء الجامعة تعمل في قطاعات المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وتحلية المياه والأمان النووي والرقابة الإشعاعية والمواد النووية. على الجانب الآخر دخلت جامعه الأزهر السباق هي الأخرى بطلب رسمي من الدكتور عبد الدايم نصير، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الدراسات العليا، لمجلس الجامعة لإنشاء قسم ملحق بكلية العلوم لتخريج طلبة متخصصين في إدارة المفاعلات النووية، وقد كلف المجلس الدكتور سعيد شاهين ليتولى إعداد الدراسة الفورية عن هذا القسم. يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني منه خريج القسم الوحيد للهندسة النووية بجامعة الإسكندرية من إهمال شديد لعدم وجود معامل أو تدريب كاف، إضافة إلى صعوبة إيجاد فرصة عمل لخريجها في هيئات الطاقة الذرية. وأكد الدكتور عصمت زين الدين، مؤسس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية والمستشار الأسبق للرئيس جمال عبد الناصر للشئون النووية، أن سعي الجامعات المصرية للحصول على تراخيص لإنشاء أقسام خاصة بتدريس الشئون النووية لاقتسام كعكة البرنامج النووي يعد إهدارا للمال العام؛ لأنها ستسهم في تكوين أنظمة نووية ستصبح عاطلة عن العمل. وأشار إلى أن مصر تمتلك في السوق ما يعادل أكثر من 5 آلاف عالم طاقة ذرية بينهم أكثر من 1000 مهندس نووي يعملون في مجالات مختلفة، على الرغم من أنهم يحملون شهادات مختلفة ما بين دبلوم وماجستير ودكتوراة، مما يعني أنهم غيروا نشاطهم، مشيرا إلى أن قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية يقوم بتخريج (35- 45) مهندسا نوويا سنويا، وفي حال امتلاك محطة نووية واحدة لن تستوعب أكثر من 5 متخصصين فقط، وهذا يعني أن قسما واحدا للهندسة النووية في بلد به 10 محطات نووية يكفي. وطالب مؤسس قسم الهندسة النووية بضرورة توجيه المال المطلوب لإنشاء هذه الأقسام لتشغيل وتطوير وتدريب العلماء الموجودين في السوق، خاصة وأن القسم يقوم بتخريج أكثر من احتياجات السوق، مبينا أن القسم يُخرج بالفعل عددا كبيرا من المهندسين ناقصي التدريب في المحطات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، موضحا في الوقت نفسه أن المحطات النووية لا تحتاج إلى مهندسين نوويين فقط ولكنها تحتاج إلى جميع التخصصات كالفيزياء الإشعاعية والكيمياء التحليلية والعلوم والطبيعة النووية، مما يعني أن جميع الجامعات المصرية ستشترك في البرنامج النووي من خلال الأقسام الموجودة به دون الدخول في صراعات جانبية.