حصلت "البوابة نيوز" على مستند يؤكد تلقي الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عرضا من دولة باراجواى لاستيراد قمح خال من "الإرجوت"، و"الأمبروزيا" بسعر 179 دولارا للطن، إلا أن مصر رفضت رغم أنه يتم استيراد القمح الذي يحتوي على نسبة 0.05% أرجوت بسعر 193 دولارا للطن أى أغلى من سعر القمح الخالى من الإرجوت. وأكدت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن الوزارة رفضت العرض المقدم من باراجواى دون إرسال أى لجان لفحص شحنة القمح أو التفاوض حولها، ما يشير إلى أنه تم رفض العرض لصالح كبار تجار القمح الذين يستوردون القمح المصاب بنسبة 0.05% من فطر الإرجوت السام. وقالت المصادر: إنه على الرغم من أن القمح المصاب بالإرجوت الذي يتم استيراده من الخارج لن يستخدم في أغراض الزراعة، إلا أنه قد يؤدي لتوطن الفطر في مصر، حيث إنه اثناء عملية نقل الشحنات يتم سقوط كميات من القمح ما يؤدي لتوطن الفطر بعد تسربه للتربة من خلال القمح. وأضافت المصادر أن فطر الإرجوت يعتبر من الفطريات شديدة الخطورة ومتوطن ب27 دولة أوروبية، وفى حال تسرب كميات من الأقماح للأراضى الزراعية سوف يتوطن المرض، ويصبح وباء، الأمر الذى لا يمكن بعدها القضاء عليه، ويتسبب المرض عن طريق فطر Clavicepspurpurea والذى يقوم بإفراز مادة الكالويد (إرجوتامين) والتى تسبب مرض "الإرجروتيزم"، والذى يسبب بعض الاضطرابات العصبية لدى الرجال والإجهاض المتكرر لدى النساء نتيجة الانقباضات المتتالية في الرحم، ويمكن اكتشافه بسهولة من خلال الأجسام الحجرية للفطر الممرض ولونها بنى قاتم. وأشارت المصادر إلى أن مصر إحدى الدول القلائل فى العالم التى تخلو من فطر الإرجوت، إلا أنه يمكن انتقاله من خلال الصوامع أو الشون خاصة التقاوى ما يهدد ثلاثة محاصيل زراعية منها القمح والذرة الشامية والشعير، وتعد مصر أكبر دولة مستورده للأقماح فى العالم بكمية تصل ل 10 ملايين طن سنويًا وفى حاجه إلى مستوردين من الدول الأوروبية والأمريكية، وهو ما يفرض على المسئولين بالدولة اتخاذ سياسة حكيمة لحل الأزمة التى من بينها تطهير الشحنات القادمة من الفطر.