أعربت دانيلا جيتمان نائبة وزير خارجية رومانيا للشئون الدولية عن رضائها على مستوى علاقات تعاون بلادها مع مصر في المختلف المجالات، مؤكدة أنها تتطلع إلي معرفة رؤية مصر إزاء العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في حديث أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط مع الدبلوماسية الرومانية وذلك علي هامش مشاركتها في الاجتماع المشترك بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي الذي يعقد اليوم بالقاهرة. وقالت دانيلا جيتمان، التي تلتقي في وقت لاحق اليوم مع السفير إيهاب ناصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، إن رومانيا تتطلع لمعرفة رؤية مصر في القضايا الحيوية من بينها مكافحة الإرهاب والنزاعات في سوريا وليبيا واليمن وعملية السلام في الشرق الأوسط مؤكدة أن الاستقرار في المنطقة يعتمد بشكل كبير علي مصر التي تحارب الإرهاب في شمال سيناء ومناطق أخرى من البلاد. وأضافت إن بلادها التي تعتبر نفسها دولة صديقة وشريكة مستعدة لتقاسم خبرتها مع مصر وتسعي لتعزيز التعاون معها في كافة المجالات في السنوات المقبلة مشيرة إلي زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الماضية مما جعل مصر الشريك الاقتصادي الاول لرومانيا في أفريقيا. وأوضحت أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 900 مليون دولار في عامي 2014 و2015 وزادت الصادرات المصرية لرومانيا إلي 100 مليون دولار عامي 2014 و2015 بنسبة نمو ما بين 25 إلي 30 في المائة لافتة إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ في التسعة الأشهر الأولي من هذا العام 500 مليون دولار من بينها 75 مليون دولار صادرات مصرية لرومانيا. وشددت جيتمان على ضرورة بذل الجهود لتنويع التجارة خاصة في المنتجات الصناعية وأن بوخارست تسعي لتعزيز التعاون في مجالات مثل الغاز والبترول والكهرباء والزراعة والبنية التحتية والبناء والسكك الحديدية والطرق والنقل والسياحة مضيفة أن الشركات الرومانية المتخصصة في هذه المجالات مهتمة بإقامة مشروعات لها في مصر.. وقد تم التوقيع مؤخرا على عقود لمشروع إقامة محطة كهرباء ومصنع للأسمنت. وأشارت إلي أن رومانيا ومصر تحتفلان هذا العام بمرور 110 أعوام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأن كلا البلدين عاني في الماضي من الأنظمة الدكتاتورية معربة عن ثقتها في أن عزم وإرادة المصريين نحو التغيير والحرية والسعي نحو دولة حديثة سيجعل مصر قصة نجاح في المنطقة. وأكدت أهمية العمل علي تشجيع التصنيع المشترك خاصة في مصر للوفاء باحتياجات كلا البلدين خاصة في مجالات المعدات والآلات لاستخراج النفط والغاز الطبيعي وصناعة البتروكمياويات فضلا عن إنتاج الأدوية وهذا يتضمن زيادة الاستثمارات المصرية في رومانيا والعمل على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجالي السياحة والصناعة والزراعة. وأشارت إلي أن رومانيا صدرت أكثر من 1500 وحدة قطارات للسكك الحديدية إلي مصر ونفذت عقدا لتحديث 200 عربة للركاب في السنوات الماضية. وردا على سؤال حول مناخ الاستثمار في مصر، أكدت جيتمان أهمية الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحكومة المصرية والتغيرات الهامة في الإطار القانوني بهدف خلق فرص جديدة للاستثمار في قطاعات عديدة موضحة أن تحرير سعر الصرف يعد أحد الخطوات الهامة لدعم تنافسية الأعمال في مصر ونمو الصادرات وجذب الاستثمار الأجنبي فضلا عن إصدار ضريبة القيمة المضافة. وقالت إن مصر ورومانيا تتمتعان بشراكة شاملة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأورو- متوسطية وأن بوخارست تتطلع إلي الاستفادة من هذه الاتفاقية، مشيرة إلى أن رومانيا وقعت علي اتفاقيات عديدة مع صندوق النقد الدولي مما أعطى المصداقية للسياسات الاقتصادية وساعدت البلاد علي الحصول علي رأس المال الأجنبي بفائدة ميسرة وأن المستثمرين الرومانيين يتفهمون الإجراءات المصرية ومن ثم سوف يستمرون في السوق المصري. وردا على سؤال حول الوضع الأمني في مصر، أشادت جيتمان بجهود الحكومة المصرية لتعزيز الأمن والاستقرار مؤكدة هذه الجهود هي خطوة هامة نحو استعادة حركة السياحة وأنها على ثقة في قدرة مصر علي حل جميع القضايا ذات الصلة وأن الشهور المقبلة سوف تشهد عودة السياحة إلى مستوياتها السابقة. وردا على سؤال حول جهود مصر لمكافحة الإرهاب، قالت إن بلادها تدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر في شمال سيناء والتي ينتج عنها خسائر في الأرواح وأن مكافحة الإرهاب تتطلب جهودا دولية وتعاونا وفهما أفضل للعمل الجماعى والتحرك لتصحيح المفاهيم المضللة بسبب التصريحات المعادية للإسلام وخطب الكراهية من السياسيين من كل من العالم العربي وأوروبا. وحول التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، أكدت جيتمان أهمية انعقاد اجتماع القاهرة اليوم لاستعراض التقدم الذي أحرز في التعاون الأورو- عربي كأداة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية خاصة مكافحة التطرف الإسلامي ومنع الأصولية وأسبابها فضلا عن الهجرة فضلا عن كونه فرصة لتبادل الآراء بين الوزراء العرب والأوروبيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة عملية السلام في الشرق الأوسط وسوريا واليمن وليبيا ولبنان والعراق وإيران والسودان والصومال ونزع السلاح ومنع الانتشار النووي. وشددت علي ضرورة دعم الجهود المشتركة بين الدول العربية والأوروبية لمواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول لها والاستعداد باستجابة مناسبة لها وأن الحوار الدوري بين الجانبين سيكون فعالا نحو التوصل إلي طرق نحو الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، مشيرة إلي أن رومانيا تعد صديقا تقليديا للدول العربية والعالم العربي يحظي بأولوية في سياساتها الخارجية وهذا الالتزام سوف يكون محل التنفيذ للحكومة الجديدة.