سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الهجرة قدر من الكرامة الإنسانية للمهاجرين".. شعار "اليوم الدولي للمهاجرين".. المنظمات الآسيوية حددت 18 ديسمبر للتضامن معهم.. إحصائية للأمم المتحدة تؤكد ارتفاع عددهم نحو 244 مليون مهاجر دولي بالعالم
يحيي العالم اليوم الأحد الموافق 18 ديسمبر من كل عام، "اليوم الدولي للمهاجرين 2016" تحت شعار "الهجرة قدر من الكرامة الإنسانية للمهاجرين"، حيث يعتبر هذا اليوم، فرصة للتعرف على المساهمات التي قدمها ملايين المهاجرين في اقتصادات البلدان المضيفة، إضافةً لتعزيز احترام حقوق الإنسان الأساسية. المهاجرين من الفئات المعرضة لانتهاك الحقوق على نطاق واسع وفي كثير من أنحاء العالم تحاصرهم مظاهر التعصب وكراهية الأجانب، فضلا عن المخاطر التي يكابدونها في أثناء الهجرة هربا من واقع يرفضونه، لذلك كان لا بد من أن يهتم العالم ومنظماته المعنية بحقوق الإنسان بهم وقد جاء تخصيص هذا اليوم للفت أنظار العالم لقضايا المهاجرين وحقوقهم وفي الوقت نفسه للتنبيه على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الهجرة في التنمية. بجانب أن التركيز على الدور أفضى في بعض الأحيان لانتهاك حقوق المهاجرين من جديد بحيث صارت النظرة للمهاجرين تركز عليهم وكأنهم فقط مجرد أدوات للتنمية ومستودع للعمالة (الرخيصة غالبا)، لذلك دقت الأجراس هنا وهناك للتنبيه لأن المهاجرين هم بشر في المقام الأول وينبغي أن يتمتعوا بكافة حقوقهم الإنسانية. وتعود فكرة اليوم الدولي للمهاجرين للمنظمات الآسيوية، التي حددت يوم 18 من شهر ديسمبر يومًا للتضامن مع المهاجرين، وتشجيع الدول للانضمام للاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين، وذلك في عام 1977. كما نظمت هذه المنظمات حملة على الإنترنت لدفع الأممالمتحدة لتبني يومًا دوليًا للمهاجرين، وهو ما تحقق لاحقًا، حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال انعقادها في ديسمبر عام 2000، تحديد يوم 18 ديسمبر كل عام للاحتفال باليوم الدولي للهجرة بموجب القرار رقم 93/55، وهو نفس الموعد الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 45/158 الاتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم في 18 ديسمبر عام 1990. وتضمنت الاتفاقية تمتع العامل المهاجر بحرية العمل والضمير والدين، رفض العمل في السخرة أي العمل من دون مقابل مادي، حق مغادرة البلد التي سافر إليها والعودة لبلده الأصلي. ويحتفل بهذا اليوم الكثير من الدول الأعضاء للأمم المتحدة، وكذلك المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، بعدة طرق من بينها نشر معلومات عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المهاجرين وأيضا من خلال تبادل الخبرات ووضع الإجراءات التي تكفل حماية تلك الحقوق. إن المهاجرين فئة تزداد أعداداها كل يوم، حيث ارتفع عددهم من 175 مليونا عام 2000، ومع هذه الزيادة تزايد الحاجة لضمان حقوقهم، كما اشارت الاممالمتحدة فى إحصاءات جديدة لها، إلى أن عدد المهاجرين الدوليين ارتفع بوتيرة أسرع من سكان العالم، حيث بلغ نحو 244 مليون مهاجر دولي عبر العالم يعيشون خارج أوطانهم. ويحتفل معهد جنيف لحقوق الإنسان بهذه المناسبة الهامة لكونه يدرك أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر الدول المصدرة والمستقبلة للمهاجرين، ويدرك أن هذه الحقيقة تقع على عاتقه عبئا كبيرا يتمثل في العمل لنشر ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين على أوسع نطاق، كما أن احتفالهم بهذا اليوم يجدد التزامهم بالعمل لهذه الغاية وعدم ادخار أي وسع في سبيلها. واكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رساله له:"ان هذه السنة تعد سنة أخرى تموج بالاضطرابات بالنسبة للاجئين والمهاجرين، مضيفا اننا قد شهدنا استمرار الأثر المدمر للنزاعات المسلحة على السكان المدنيين، مما أدى إلى الموت والدمار والتشريد. وشهدنا خسائر الآلاف من أرواح البشر على نحو غير مقبول عبر البحر الأبيض المتوسط وفي أماكن أخرى. وأضاف: "الأدهى والأمر أننا شهدنا ظهور حركات شعوبية تسعى إلى استبعاد المهاجرين واللاجئين وطردهم وتحميلهم مختلف علل المجتمع. ومع ذلك، نجد أيضا ضمن هذا الاضطراب بوارق أمل، حيث يفتح المواطنون المعنيون والمجتمعات المحلية المعنية أذرعهم وقلوبهم، كما شهدنا استجابة دولية واعدة، توجت بإعلان نيويورك الذي اعتمد في سبتمبر في مؤتمر قمة الأممالمتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين". وتابع: "أنه من الأهمية بمكان الآن أن تفي الحكومات بالتزاماتها وأن تبني عليها لتنظيم حركات النزوح الكبرى للاجئين والمهاجرين بطريقة رحيمة محورها البشر، تراعي الاعتبارات الجنسانية، وتستمد جذورها من حقوق الإنسان الأساسية، فكل مهاجر هو إنسان ذو حقوق إنسانية. واشار الى ان حماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المهاجرين، بغض النظر عن وضعهم، تعد عنصرا أساسيا في إعلان نيويورك، وتحقيقا لهذه الغاية، فنحن في حاجة إلى تعاون دولي أقوى بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد يسترشد بالقانون الدولي والمعايير الدولية، مشددا بانه يجب على العالم نبذ التعصب والتمييز والسياسات المدفوعة بخطاب كراهية الأجانب والتضحية بالمهاجرين، مطالبا بمحاسبه من يعتدون على المهاجرين ويسعون إلى إلحاق الضرر بهم. ودعا مون في اليوم الدولي للمهاجرين، المجتمع الدولي إلى العمل على وضع الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والنظامية والمنظمة باعتباره مساهمة هامة في بناء عالم ينعم بالسلام والازدهار والكرامة وإتاحة الفرص للجميع.