نظم مركز إعلام رفح التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة طبية حول زواج الأقارب ومخاطره، وطالبت الندوة بضرورة الفحص الطبي للشريكين باعتباره ضرورة وليس استكمالاً لأوراق الزواج. وأكد محمد سلام مدير المركز - خلال الندوة التي أقيمت في مقر مدرسة رفح الثانوية التجارية - على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، حيث ناقشت مخاطر زواج الأقارب وما تعكسه من مخاطر صحية على الأطفال في المستقبل، والبعد عن تزويج الفتيات في سن مبكرة إلى جانب الحرص على المشورة الطبية للمقبلين على الزواج. حاضر في الندوة الدكتور نظمى إبراهيم الاستشاري في الوحدة الصحية برفح، والدكتور محمد جويلي الطبيب في إدارة رفح الصحية، وبحضور جمع كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في المدرسة، علاوة على عدد من الرائدات الريفيات والمراقبين الصحيين ومسئول التثقيف الصحي في إدارة رفح الصحية. وأكد الدكتور نظمي إبراهيم على أن ظاهرة زواج الأقارب تمثل واحدة من أبرز العادات المجتمعية التي تورّث العديد من المشكلات الصحية ذات التأثير الضار والخطير، وأنها تنتشر في مصر بنسبة 38%، مؤكدًا على أنه في حالة استمرارها لعدة أجيال متتالية تتسبب في تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة، مما يؤدى إلى ضعف النسل. وأوضح أن العوامل الوراثية المتنحية في الأقارب في الجين الأول تجتمع بنسبة 1: 8 ، وتقل هذه النسبة في غير الأقارب، مما يؤكد خطورة زواج الأقارب في ظهور بعض الأمراض الوراثية النادرة إذا استمر الزواج جيلاً بعد جيل، كما بين أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض والقدرة على تحمل مسؤولية الزواج والحمل وإنجاب أطفال أصحاء في المستقبل، محذرا من خطورة زواج الأقارب على صحة المولود الذي يؤدي إلى إنجاب طفل ضعيف أو ناقص الوزن أو مصاب بالأمراض الوراثية، وأوصى بأن تحرص كل أم حامل على المتابعة الدورية لحمايتها هى وطفلها من التعرض للمخاطر الصحية خلال الولادة وبعدها . من جهته، أشار الدكتور محمد جويلي إلى أهمية نشر الوعي الاجتماعي في القرى والتجمعات، وذلك لارتفاع نسبة زواج الأقارب فيها، موضحًا خطورة هذا الزواج والأمراض الوراثية الناجمة عنه مثل: الأنيميا المنجلية والفاقة البحرية، وأن الذين يزيد انتشارهم في بعض الدول الغربية ودول شرق آسيا وأوروبا إلى جانب أمراض نقص التعظم الغضروفي والحويصلات المتعددة بالكِلية وزيادة الحديد في الدم، وكذلك ضمور عضلات الوجه والكفين ومرض التوتر العضلي الخلقي وداء الأورام العصبية الليفية وأمراض الدم الوراثية. وحذر من مخاطر زواج الأقارب وضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج للوقوف على الأمراض الوراثية المحتملة، وتقديم النصائح اللازمة للمقبلين على الزواج لتجنب حدوث أي إصابات محتملة، وذلك من خلال معرفة التاريخ المرضى للعائلة ونسبة الخطورة وكيفية علاجها، وكذلك الفحص الدقيق لفصائل الدم المختلفة والتأكد من مقدرة الاثنين على الإنجاب وعدم وجود العقم. وأشار إلى الجانب الإيجابي لزواج الأقارب، والذى يقتصر على امتلاك الأسرة لبعض العوامل الوراثية المرغوبة والإيجابية، والتي يُفضل عندها زواج الأقارب شريطة ألا يستمر الزواج لأجيال متتالية، مؤكدًا أن محاولة محاربة هذه الظاهرة في بعض المجتمعات يكون بمثابة معارضة للعادات والتقاليد. وأوصى بضرورة التوصل إلى الإقناع العلمي الهادئ بالمؤثرات الحقيقية الناتجة عن هذا الزواج للتقليل من التأثير السلبي وتقديم الوسائل المناسبة للتعامل مع العائلات المعرضة لإنجاب أطفال مرضى. وأوصى الحاضرون بضرورة توفير الزائر الصحي في كل مدرسة، والعمل على تفعيل الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج بصورة حقيقية وليس استكمالاً لأوراق الزواج، وتوسيع مراكز خدمة فحص المقبلين على الزواج بإنشاء مراكز للفحص في كل المستشفيات والعيادات، وضرورة عقد ندوات بصفة دورية لنشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي، والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية، وضرورة تركيز كل من وسائل الإعلام ووزارة الصحة على بيان أهمية المشورة الطبية قبل الزواج .