10 تجمعات سكنية تدار بالطاقة الشمسية لتوطين البدو وأسرهم بدء إنتاج 350 طن أسماك من 7 مزارع.. والكيلو ب10 جنيهات تعتبر محافظة شمال سيناء معبرا تاريخيا وقنطرة من مصر لقارة آسيا، وحصنًا منيعًا وطريقًا للغزوات، ولعبت دورا كبيرا فى تاريخ مصر، فمنذ القدم كانت معبرا تاريخيا للتجارة والمسافرين والبعثات للتعدين والغزوات الحربية، وفيها تجتمع معظم التكوينات الجيولوجية وطبقات الصخور الموجودة فى مختلف الأراضى المصرية. فى عام 1980 تسلمت مصر «سيناء» اسما على الخريطة بلا أى مظاهر للحياة، وأعدت خططًا لتنميتها، وفى عام 1982 تم الاتفاق مع الأممالمتحدة على تنمية وتوطين البدو وأسرهم من خلال مساعدة الأفراد فى بناء خزان جوفى للزراعة، أو منزل بدوى أو تعليم المرأة البدوية بعضا من الأشغال البدوية. 32 عامًا مضت على وضع خطط التنمية لم ينجز فيها أى شىء من هذا التطوير، وظلت حركة التنمية فى سيناء طوال تلك الأعوام بطيئة لا تتحرك، ما كان أحد أهم أسباب توطين «خفافيش الظلام» من الإرهابيين فيها، وفى عام 2012 بعد الثورة اتخذت الأممالمتحدة قرارا بالانسحاب من تنمية سيناء، معللة ذلك بظهور مناطق أخرى فى العالم أكثر احتياجا من سيناء للتنمية، وقبل خروجها تم تقييم التجربة الخاصة بها من خلال المسئولين المصريين، وتبين أنها لم تنجز 1٪ من المتفق عليه طوال تلك السنوات. توجه فريق عمل «البوابة» لمحافظة شمال سيناء، وبالتحديد فى مزرعة «النسيلة» إحدى المزارع السمكية التى أقامها جهاز تعمير سيناء لإنتاج 20 طنا من الأسماك البلطى والدبارة وتشمل 3 أحواض سمكية. المهندس مصطفى عايش، رئيس منطقة تعمير شمال سيناء، قال إن المزرعة أقيمت على مساحة فدان، وبلغت نسبة إنتاج كل مزرعة حوالى 20 طن أسماك من نوع البلطى فى الدورة الأولى، ومدتها سبعة أشهر من دون استخدام لأى أعلاف مخالفة للمعايير البيئية والغذائية، ومن المقرر افتتاح عدد من المنافذ لبيع الإنتاج بسعر الجملة وأقل من الأسواق خلال الفترة المقبلة، ما يعمل على توفير عمل للشباب. وأضاف أن هناك جزءا من الإنتاج تم تخصيصه لأبناء سيناء العاملين بالمشروع للاستفادة من إنتاج المزارع السمكية التى تعتمد على مياه الآبار لتربية الأسماك، حيث تتم إعادة تدوير تلك المياه لاستخدامها فى الزراعة، لافتًا إلى أن حجم السمكة الواحدة يتخطى نصف كيلو ونسبة البروتين بها تبلغ 25 فى المائة. وأوضح أن الهدف الأول من إنشاء المزرعة هو تعليم البدو عدة حرف، منها الزراعة وتربية الأسماك، لتغيير النمط الفكرى والثقافى لأبناء سيناء، سواء فى الشمال أو الجنوب، ولا يهمنا الربح والمكسب فى بداية الآمر، مثل الاهتمام بتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء سيناء. بالإضافة إلى المساهمة فى سد الفجوة الغذائية فى البروتين بعد الارتفاع الجنونى لأسعار اللحوم والدواجن. وأضاف أنه سيتم التوسع فى إنتاج أنواع أخرى مثل البورى والجمبرى، وطرحها فى الأسواق بعد تغطية احتياجات أبناء سيناء. المهندس محمد السقا، رئيس جهاز تعمير سيناء لمدن القناة وسيناء، قال إن التنمية فى سيناء كانت مهملة لعشرات السنوات، وكان على الدولة أن تعد للتنمية الحقيقية، ولم يكن الهدف كما قال البعض هو زرع سيناء بالبشر. وأضاف: «من هنا بدأت التنمية الحقيقية التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتمكنا خلال الفترة الماضية التى لم تتجاوز عامين من إعداد عوامل الجذب الحقيقية، وأهمها توطين البدو من خلال تجمعات بدوية مزودة بكل وسائل الحياة». وأشار السقا إلى أن خطة توطين البدو الرحل تمت من خلال إنشاء تجمعات بدوية تقع على بعد 35 كيلومترا شرق مدينة أبوزنيمة على طريق سرابيط الخادم، حيث المعبر الفرعونى الشهير ومناطق الفيروز ومناجم المنجنيز والرمل الزجاجى الذى يتم تصديره للأسواق الخارجية، وأقيمت المزرعة على مساحة 42 فدانا منهم فدان واحد للمزرعة السمكية. وأوضح أن جميع التجمعات البدوية بها مزرعة سمكية لكل تجمع، وهى تجمعات شمال سيناء وادى تال وأبوغرادق والبدع ومكتب وشباب الوادى وميعر والرينة والشيخ عواد وأبوصويرة ونسرين، وفى جنوبسيناء توجد تجمعات الرواق وصدر الحيطان والهرابة والكونتيلا والمليز وأبوالمراجيل والمتمثنى ونسيلة وأم الخرز. وأكد رئيس جهاز تعمير سيناء، أن الجهاز حريص على إقامة مجتمعات عمرانية صغيرة قابلة للتنمية فى الأودية داخل شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى أنه يتم استغلال مياه الآبار المتوفرة لإنشاء مجتمع زراعى متكامل يشتمل على مزارع سمكية كثيفة وزراعة خضروات مكشوفة وأشجار فاكهة ونخيل وصوب زراعية، بالإضافة إلى مزارع لتربية الأغنام والماعز، مع استثمار الطاقة الشمسية إذا لزم الأمر. وكشف رئيس جهاز تعمير سيناء، أن جهاز تعمير سيناء أنشأ 7 مزارع سمكية بطاقة 50 طنا سنويا لكل منها، وذلك فى تجمعات وادى تال والبدع وأبوغراقد 2 ومكتب والرينة وشباب الوادى وميعر، وذلك لتوفير عمل لسكان هذه التجمعات ومصدر للدخل حتى لا يلجأوا إلى الأعمال غير المشروعة. وأوضح رئيس جهاز التعمير أن هذه المزارع السمكية تضخ كميات كبيرة جدا من الإنتاج السمكى، ويتم بيعها للمواطنين بسعر لا يتعدى 10 جنيهات للكيلو، بالإضافة إلى أننا نستغل المياه الناتجة عن الاستزراع السمكى فى رى الزراعات الأخرى.