سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأزمة الليبية تتصدر اهتمامات منتدى البحر المتوسط بروما.. وزير الخارجية الروسي: "حفتر" جزء من الاتفاق السياسي.. و"كوبلر": نؤيد أي جهود لمنع التصعيد العسكري
تصدرت الأزمة الليبية، اجتماعات منتدى حوار المتوسط 2016، المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، منذ يوم الخميس ويختتم أعماله اليوم السبت بحضور أكثر من أربعين من رؤساء الحكومات والدول والوزراء، بينهم وزيرا الخارجية الأمريكي، جون كيري والروسي، سيرجي لافروف. وحظيت الأزمة الليبية باهتمام المشاركين بحوار المتوسط، الذي ركز في نقاشاته على القضايا الأمنية على ضفتي البحر الأبيض، خاصة مكافحة الإرهاب والأمن والاستقرار بدول الشرق الأوسط، لا سيما في ظل توقعات بردة فعل داعشية تجاه دول أوروبا وأمريكا، نتيجة الحرب الدولية على التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا. وكشف تقرير صدر مؤخرا عن مكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول)، أن (داعش)، يخطط لهجمات إرهابية جديدة في أوروبا، وأن الهزائم التي لحقت بالتنظيم مؤخرًا في سورياوالعراق، وارتفاع عدد العائدين من أتباعه إلى بلدانهم الأصلية، يعزز هذا الخطر. وتوقع التقرير الأمني، إمكانية تسلل عناصر تابعة ل"داعش" إلى دول أوروبا، عبر سواحل المتوسط عن طريق الهجرة غير الشرعية أو عبر الاختلاط باللاجئين، كما أن عناصر التنظيم قد تستغل الأزمة الأوروبية بشأن اللاجئين في تجنيد البعض منهم. وتشكل دولة ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني منذ عام 2011 بسبب انتشار الميليشيات شبه العسكرية، وغياب المؤسسات الأمنية، عاملًا مهمًا في انتقال عناصر داعش من وإلى أوروبا. وكانت مقترحات غربية تدعو إلى عمل معسكرات لتوطين اللاجئين على السواحل الليبية، وتزامن انعقاد منتدى حوار المتوسط مع اندلاع اشتباكات مسلحة ظهر الخميس الماضي بالعاصمة الليبية، بين كيانات شبه عسكرية بعضها تابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، والبعض تابع لحكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني منتهي الشرعية، ما أعطى للازمة حضورا قويا داخل اجتماعات المتوسط. من جانبه، أكد الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، أن الأمين العام أحمد أبو الغيط، التقى "مارتن كوبلر" المبعوث الأممي إلى ليبيا، وذلك على هامش مؤتمر الحوار المتوسطي الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما. وقال "عفيفي": إن الأمين العام للجامعة العربية بحث مع "كوبلر" مُستجدات الأزمة الليبية، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي من أجل دفع جميع الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار. واستعرض أبو الغيط مع المبعوث الأممي، سُبل تنسيق جهود "الترويكا" المعنية بمُتابعة الأزمة الليبية، والتي تضم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وأضاف "عفيفي" أن الأمين العام ركز خلال اللقاء على أهمية أن تستجيب جهود تسوية الأزمة الليبية لمخاوف وهواجس مختلف الأطراف، وأن تُلبي في الوقت ذاته مصالحهم وطموحاتهم، مؤكدًا ضرورة اشعار مُختلف الليبيين -سواء في شرق ليبيا أو غربها- بالثقة في أن كل الجهود التي تُبذل لا تستهدف سوى مصلحتهم، ولا تُنشد إلا استعادة الدولة الليبية الموحدة القادرة على بسط سيادتها على كامل أراضيها. وفي سياق متصل اكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن موسكو أصرت أثناء إقرار مجلس الأمن لاتفاق الصخيرات على ضرورة أن يشمل الاتفاق كافة القوى السياسية بما فيها القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر. وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي بالعاصمة روما: إن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، زار موسكو قبل أيام، وتم إطلاعه على المواقف الروسية، مضيفا أنه يجب أن يكون حفتر جزءا من الاتفاق السياسي. وأكد "لافروف" أن روسيا على اتصال بجميع الأطراف الليبية، بما فيها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، مطالبا بضرورة حث جميع الأطراف على البحث عن حلول مقبولة من الجميع لتسوية الأزمة في البلاد حسب قوله. من جهته وصف المبعوث الأممي الى ليبيا مارتن كوبلر، العلاقات بين الحكومة الروسية والمشير خليفة حفتر، ب"الأمر الإيجابي" فيما لو أسهمت في تعزيز العملية السياسية بليبيا. وقال كوبلر في تصريحات صحفية على هامش أعمال منتدى (حوارات المتوسط): إنه يؤيد اي جهد يبذل في ليبيا لمنع اي تصعيد عسكري ومن أجل تسوية القضايا السياسية العالقة. وأضاف: "روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، ولها دور مهم وبناء للغاية بعملية التطور السلمي في ليبيا بتعزيز الحوار بين الفرقاء الليبيين. وأكد أن السلطات في موسكو تدعم الاتفاق السياسي، وهذا هو خط مجلس الأمن، مشددًا على أن الأزمة في ليبيا لا يمكن حلها إلا من خلال إجماع دولي واسع، وروسيا جزء منه، "وأنا سعيد جدًا بذلك".