"سينما الأسرة" مصطلح يجمع بين التثقيف والترفيه، ربما لا يعرفه الكثيرون، بعد أن أخذ طريقه إلى الانقراض، مبتعدًا عن الأهداف التي أنشئ من أجلها، والتي مِن أهمِّها الارتقاء بمستوى الأسرة، وتصحيح ما أفسدته نظيرتها التجارية من أفكار هدّامة، تُرى كيف تَراجع دور تلك الشاشات العملاقة، وما سر عزوف الجمهور عنها، أسئلة مشروعة حاولت "البوابة نيوز" الإجابة عنها. مِن أمام سينما الأسرة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، كانت وقفتنا، حيث بدت الساحة أمام شباك التذاكر خالية من الرواد، تعددت الأسباب وراء ضعف الإقبال على السينما، كلٌّ حسب قناعاته ووجهة نظره، ولكن يبقى السبب الأقوى، هو تردي الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المواطن المصري في الوقت الراهن. توجد أربع سينمات في مدينة الزقازيق، وهي: سينما عرابي، وسينما المصرية بلازا، والسينما المجسَّمة "ثلاثية الأبعاد"، وأخيرًا سينما الأسرة، والتي تُعدُّ اسمًا على غير مسمى، غير موجود على أرض الواقع، فنوعية الأفلام المقدَّمة فيها، مثل باقي أفلام السوق، والتي انتشرت بشكل كبير، وتنافي الذوق العام. أحمد الحضري، عامل بشباك التذاكر، قال: "الإقبال على السينما يشهد تراجعًا ملحوظًا في سحب عدد التذاكر، خاصةً مع بداية موسم الشتاء، والمترددين على السينما أغلبهم من طلاب الجامعة، قاصدين حفلة الواحدة ظهرًا". وأشار إلى أن الأفلام المعروضة هي: "كلب بلدي" لأحمد فهمي، و"عشان خارجين" لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، وأخيرًا فيلم "منطقة محظورة". وأضاف الحضري أن سعر التذكرة وصل ل"20 جنيهًا"، بعدما كان 15 جنيهًا، وهي زيادة بسيطة، ومع ذلك لا يوجد إقبال، قائلًا: "وفي أيام كتير السينما بتكون هس هس ومفيش سحب تذاكر، وغالبًا حفلات الشتا بالليل ما بتشتغلش". وقالت ميريهان محمد، طالبة جامعية: إن معلوماتها عن سينما الأسرة لا تختلف عن باقي السينمات، من حيث الفئة المجتمعية التي تستهدفها، ونوعية الأفلام المقدَّمة فيها. وأضاف مجدي محمود، طالب جامعي: أن الوقت الحالي يشهد الاستعداد لامتحانات نصف العام، ولا مجال لدخول السينما. فيما قال إسلام فكري: "المصروف مش مكفي مواصلات ودراسة علشان أدخل سينما". وقال أحمد صبري، رب أسرة: إنه ينتقي الفيلم الذي يدخل السينما لمشاهدته، حيث يصطحب زوجته وأولاده، ويختار ما يناسب الأخلاقيات والآداب العامة. وقال محمد العربي السبع، وكيل وزارة الإعلام بالإذاعة والتليفزيون بالشرقية سابقًا، ومالك سينما الأسرة بالزقازيق: إنه افتتح السينما في عام 2005، منذ استأجرها من النادي الزراعي، وهو مشروع استثماري. وأوضح العربي أن سينما الأسرة مثلها مثل باقي السينمات الأخرى، من حيث نوعية الأفلام المقدَّمة، وشركات الأفلام التي تتعامل معها، فهي نفس الشركات التي تتعامل معها السينمات الأخرى، وهي شركة "دولار فيلم"، و"السبكي"، وأخيرًا شركة "النصر". وتابع أن السينما لا تستهدف شريحة بعينها، ولا الأسرة نفسها، مشيرًا إلى اجتهاده في انتقاء الأفلام المنضبطة قدر الإمكان، محاولًا استبعاد الأفلام التي تحوي بعض المشاهد الإباحية، مثلما سبق واستبعد فيلم "حلاوة روح"، والذي عرضته السينمات الأخرى. وأكد السبع أن السينما لها مواسم عمل، خاصةً في "الأعياد": عيد الأضحى، وعيد الفطر، وعيد شم النسيم، وأعياد المسيحيين. ويزدهر بيع التذاكر في هذه الفترة، وتشهد إقبالًا كبيرًا يغطي الكساد التي تشهده السينما طوال العام، خاصة مع تردي الوضع الاقتصادي. وأوضح أن السينما مرخَّصة من وزارة الثقافة، وتجدّد الرخصة سنويًّا، وتخضع لرقابة إدارة المصنفات الفنية لمراقبة الأفلام المعروضة، والتأكد من مطابقتها المواصفات الفنية والآداب العامة. وقال نبيل عبدالخالق، مشرف عام بسينما الأسرة: إن صالات العرض مراقَبة بالكاميرات، وهذا ما تختلف فيه سينما الأسرة عن بقية السينمات، فنادرًا ما توجد كاميرات مراقبة داخل صالات العرض؛ وذلك لمراقبة الأشخاص، والتأكد من عدم وجود أي تجاوزات مُخلّة بالآداب، أو صدور مضايقات ضد الفتيات أو العائلات، من أشخاص غير منضبطين داخل صالات العرض.