يعد قانون ضم الحشد الشعبي للجيش العراقي بمثابة المسمار الأخير في نعش المصالحة الوطنية العراقية وشرعنة للجرائم الطائفية هذا ما أكده محللين سياسين عراقيين بعد اقرار مجلس النواب العراقي وبسرعة شديدة وبأغلبية أعضائه مشروع القانون الذي يقضي بانضمام ميليشيات الحشد الشعبي للقوات المسلحة العراقية، على أن يكون لها الشخصية المعنوية ضمن الجيش العراقي. ورغم الانتقادات الحادة من قبل تحالف القوى العراقية (تكتل سني داخل البرلمان العراقي) لإصدار القانون بهذه السرعة بعد أن طالبوا بتأجيله حتى الوصول إلى صيغة توافقية، إلا أن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لم يكن أمامه إلا تمرير القانون والموافقة عليه، حيث يهيمن أبناء الطائفة الشيعية على البرلمان. قال الكاتب والمحلل السياسي "صفاء الموصلي" في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" إذا كان الحرس الثوري الإيراني هو حامي الثورة الإسلامية ويدها الضاربة في إيران فإن الحشد الطائفي الذي دعى له المرجع الشيعي علي السيستاني هو لحماية الطائفية والمشروع الإيراني وشرعنة كل الجرائم التي ارتكبت وقد ترتكب لاحقا من قبل عناصر "الحشد الشعبي" الذي يتولى قيادته هادي العامري وأبو مهدي المهندس المطلوبين في قضايا ارهاب سابقة وحاليا. وأضاف "الموصلي": الغريب أن السلطات العراقية التي كان من المفروض أن تخطوا خطوة باتجاه المصالحة الوطنية لنجد انها تفاجئنا بإقرار قانون الحشد الذي يعتبر المسمار الأخير في نعش المصالحة الوطنية. وأشار إلى أن السلطات العراقية، أقرت ذلك القانون سريعا مستغلة الفراغ السياسي الأمريكي، قبل تعرضها لضغوط من واشنطن لمنع تنفيذه، خاصة أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب توعد الكثير من الجماعات المسلحة وتصفية الامور في العراق. وشدد أنه بهذا القانون، فإن العراق قد تتحول عمليا إلى ولاية إيرانية تماما وأنه يخضع سياسيا وعسكريا إلى تعليمات طهران. وربط "الموصلي" في تصريحاته بين توقيت إصدار القانون وحرب تحرير الموصل، قائلا: "الأغرب من كل هذا سرعة إصدار البرلمان للقانون والموافقة عليه بهذه السرعة وكأن الأمر مبيت له، وخصوصا في هذا التوقيت الذي يقود به الحشد الطائفي معارك قرب حدود الموصل مع سوريا ليفتح طريقا آخر الى سوريا وبهذا يتشكل هلال إيران الشيعي من الموصل الى حلب الى البحر المتوسط الذي سنجد فيه القوات الإيرانية وجحوشها من حزب الله ومليشيات العراق على البحر المتوسط في هيمنة خبيثة سارت في الجسد العربي في ليلة وضحاها". وتابع "الموصلي": لقد مارس الحشد الطائفي طوال سنتين او اكثر جرائم على نفس طريقة "داعش" بل أكثر منها إجراما، فهم يكفرون سنة العراق ويعتبرونهم قتلة الحسين. وأوضح "الموصلي" أن ماجرى في الموصل خير شاهد فيما صدر عن الحشد قبل عدة أيام، فقد وعد بالتدخل في اليمن وسوريا وأينما أرادنا "السيد" نكون -على حد قولهم - وشعاراتهم وسبق أن توعدوا المملكة العربية السعودية والبحرين، وهذا تهديد واضح وصريح ليس للسنة في العراق وأنما للدول العربية كافة والامن القومي العربي. وتابع "الموصلي": بدورنا نتمنى ان يكون هناك رد فعل عربي ودولي قوي ضد سياسات الحكومة التابعة لإيران والتخبط الذي تمارسه وهي توفر الشرعية والحماية للقتلة والمجرمين والذي يقضي إلى مزيد من العزلة للعراق وتفاقم اضطرابات ربما تصل لحرب أهليهة مستقبلا في العراق، وقد تمتد الى مناطق في السعودية وسوريا بعد ان تحول جيش العراق الى مجموعة من العصابات تعمل لحساب ايران والطائفية والتي يتم دعمها اليوم بأكثر من 800 ألف مقاتل من 54 مليشيا بما فيهم حزب الله، وتستقطع نفقاتهم وتجهيزاتهم من قوت العراقيين وثرواتهم وهم مهجرين ويعيشون حالة اقتصادية صعبة في بلد يمر بكوارث إنسانية صعبة. وتعجب "الموصلي" من قول البعض إن "الحشد الشعبي" سيضم أبناء المناطق السنية، قائلا: "هذا كذب وافتراء فكيف لأبناء المحافظات السنية ان يشاركوا في الحشد وليس لهم حقوق ولاصلاحيات في الجيش الأساسي، كيف لهم أن يشاركوا وقد تعرضوا لشتى أنواع الإجرام والقتل على يد الحشد، فقد حرقوا جثثهم وساروا عليها بالدبابات، وقطعوا رؤوسهم وفجروا وحرقوا مزارعهم وبيوتهم".