سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"صمت الخرفان".. سر سكوت الإخوان عن تطبيع أردوغان مع اسرائيل.. أبو طالب: "الجماعة معندهاش مبادئ.. والمصلحة تحكم".. عبد المنعم: الصلح مع اليهود جائز في شريعة "الإرهابية"
رغم وصفه إسرائيل بأنها بلده الثاني، وتراجعه عن تصريحه السابق بأن سلطات الاحتلال ليست همجية، ورغبته في فتح صفحة جديدة مع نتنياهو، وحديثه علنيةً عن التطبيع إلا أن مؤيدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية، وحركة حماس- لم يتحركوا جراء تلك التصريحات التي كانت دائمًا محل رفض منهم، بل كانت الإشادة بها سيد الموقف . جاءت مقابلة الرئيس التركي التلفزيونية بعد 13 عامًا من قطيعته لأي وسائل إعلام إسرائيلية عقب الخروقات الكبيرة لدولة الاحتلال في حق الفلسطينيين التي تزامنت آخرها مع حوار أردوغان والخاصة بمنع المساجد الفلسطينية من رفع الأذان على مكبرات الصوت التي لم يتطرق في حديثه إليها . وخلال اللقاء، أكد أردوغان قرب الانتهاء من عمليات التطبيع، قائلًا: أعتقد أننا اقتربنا كثيرًا وبشكل جاد من عملية التطبيع الفعلية، وأشار إلى جهود تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل خلال الفترة الأخيرة، مذكّرًا بمرور فترة زمنية كبيرة على انطلاق هذه العملية . ويشير الدكتور حسن أبوطالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن هناك أسبابا رئيسية حالت بين هجوم الإخوان على الرئيس التركي، رغم تعبيرها الدائم بالرفض حول التطبيع الإسرائيلي وارتدائها لباس العفة بمناداتها بحق الفلسطينيين بأراضيهم . ويرى أبوطالب في حديثه ل"البوابة نيوز" أن على رأس تلك الدوافع كون جماعة الإخوان بلا مبادئ، وعميلة للنظام التركي، بجانب أن تركيا ملجأ لقياداتها الهاربين وتقدم لهم الدعم والمأوى . وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن أغلب القنوات التابعة للجماعة تبث من تركيا وتتخذها سلاحًا لبث سمومها ضد النظام المصري، ونشر الأكاذيب حوله . وانطلاقًا من ذلك الوضع، فإن الجماعة أيضًا تقع تحت سطوة أردوغان بلا مبادئ، وبالتالي في وضع حرج بعد هروبهم من مصر وعدد من الدول العربية وإغلاق الأوروبيين الأبواب في وجههم . وأشار إلى أن قيادات الجماعة أعادت حساباتها بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، خاصة أنه عبر في أكثر من مناسبة عن موقفه الرافض للجماعة باعتبارها مصدر للعنف والفكر المتطرف، التي تمثل مصدر تهديد للولايات المتحدة. وفي تعبير واضح عن تغيير في سياسة السلطات التركية، اعتقلت السلطات التركية ثلاثة عناصر من الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية، وذلك عبر ما جاء على لسان القيادي الإخواني أشرف الزندحي: إن السلطات التركية ألقت القبض، في بداية الأسبوع الجاري، على 3 شباب ينتمون للجماعة، كانوا متواجدين في أسطنبول، وهم نورالدين السيد، عبدالرحمن مدحت، أحمد عبدالفتاح، وهو ما تسبب في حالة قلق داخل صفوف أعضاء الجماعة، الذين حملوا قيادات الإخوان في الخارج مسئولية ما حدث لشباب الجماعة في تركيا . قبول حماس وفرحها بوساطة أردوغان، حيث إن هناك تيارين، الأول بقيادة خالد مشعل، وهو يقف ضد أي مصالحة بين حماس وفتح برعاية قطروتركيا، كما أنهم يقفون ضد أي مصالحة بين حماس وفتح وضد أي إجراءات مع السلطة الوطنية الفلسطينية، أما التيار الثاني فهم القيادات الميدانية المحلية التي تعيش واقع غزة بكل أزماته ويتطلعون لتهدئة العلاقة مع مصر، حينما كانت علاقة طيبة وقوية وهو خلاف جذري بين المجموعتين، ومصر تدرك حجم المعاناة للشعب الفلسطيني . ويعرب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خليل الحية، عن تقدير حركته لاستعداد تركيا التوسط لإعادة جندي إسرائيلي أسير في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين لدى الاحتلال . ويقول الحية، في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الأقصى الفضائية التابعة للحركة: نقدر عاليًا استعداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل لعقد صفقة تبادل مع إسرائيل، ونعتبر ذلك انحيازًا للشعب الفلسطيني وللآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال. ويضيف: حتى تنجح الوساطة التركية لا بد أن تتخلى إسرائيل عن إظهار اللامبالاة تجاه ملف جنودها الأسرى، وتلتزم بتطبيق صفقة وفاء الأحرار السابقة (2011)، التي أطلقت حماس بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية . فموقف أردوغان بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهو يستخدمها للحصول على مكاسب دعائية، بالإضافة إلى الإساءة للموقف المصري، وذلك بعدما أبرمت في يونيو الماضي اتفاقا لتطبيع العلاقات بينهما بعد توتر العلاقات عقب الهجوم على السفينة مافي مرمرة عام 2010 . وفي هذا الصدد، يقول عمرو عبدالمنعم الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الصلح مع اليهود في عقيدة الإخوان يجوز، وذلك عقب فتوى يوسف القرضاوي أحد أقطاب الجماعة، وتقابله مع حاخامات اليهود في بريطانيا . ويضيف أن الجماعة تغير موقفها من حيث انتقالها من السلطة أو المعارضة، فعندما كانت الجماعة في صفوف المعارضة قبل ثورة يناير كانت فكرة تناول الصلح مع إسرائيل من العار، وعندما تبدلت الأحوال وأصبح الحكم بين أيديهم صرح عصام العريان القيادي بالجماعة بأن اليهود يستحقون العودة، وهذا الكلام كان بعقلية السياسي. وفي تعليقه على حوار أردوغان مع إحدى القنوات الإسرائيلية بالتزامن مع منعها لرفع الأذان بالمساجد، يقول المحلل السياسي والأكاديمي التركي سمير صالحة: إن مضمون الحوار في المقابلة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتلفزيون الإسرائيلي، توجيه رسائل واضحة للحكومة الإسرائيلية بضرورة تغيير سياساتها ومواقفها في التعامل مع الملف الفلسطيني . وتابع: السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الملف الفلسطيني، كانت أحد أهم أسباب التوتر والتباعد في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، والمساعي التركية الآن في هذا الاتجاه فرصة لمحاولة إحياء العديد من الجهود التركية المبذولة، سواء بشكل معلن أو غير معلن، بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، باتجاه مشاريع أو تحركات وساطة بين الطرفين.