لم يكن محمد عبدالله نصر، أو «ميزو» هو الأول فى ادعائه بأنه المهدى المنتظر، فهناك الكثير من الذين ادعوا أنهم أنبياء وأن الوحى أتاهم وكلفهم بهداية البشر حتى أصبح من المتوقع كل فترة قصيرة أن يظهر مهدى منتظر جديد. فقبل عدة أشهر ظهر شاب يدعى مصطفى عبدالخالق من محافظة الغربية، زعم أنه المهدى المنتظر وابن السيدة العذراء. وأوضح الشاب، أنه عثر على وثيقة تفسر الحروف المقطعة التى تأتى فى أوائل السور القرآنية وظل 72 ساعة لا يستطيع السير أو التحرك إلى أن وجد نفسه يقول كلمات كانت فى الوثيقة بدون أن يشعر ولا يدرى لماذا ينطق بها. وسمع صوتا فى أذنه يقول له يا أيها المدثر قم فأنذر فشعر بالخوف والرعب ثم علم أن هذا الصوت وحى من السماء ووجد نفسه يشاهد يسوع المسيحى، مشيرا إلى أنه لا ينتمى إلى أى دين إسلامى أو مسيحى أو يهودي. أما «ميزو» فلما تكن نبوءته المزعومة هى أول تخاريفه، فكان قد وضع تعريفا جديدا «للزنا» من تأليفه قائلا «بأنه تملك الرجل بضع المرأة حتى ولو كان عن طريق النكاح الشرعي»، بينما وصف ارتكاب الزوج أو الزوجة للفاحشة بأنها تندرج تحت بند البغاء كما أفتى بأن الرقص الشرقى «حلال»، وأن بدلة الرقص أفضل من ارتداء الحجاب والنقاب. ومع استمرار «ميزو» فى تصريحاته أخرجت المؤسسات الدينية الرسمية بيانات، تؤكد كذبه وادعاءاته، واصفة إياه بأنه من الفئة التى ستكون عاقبة أمرها خُسرانا، وأنه من الذين باعوا الآخرة بشراء الدنيا بثمن بخس. أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، فقالت إنّ عصر النبوات انتهى برسالة النبي، فلم يعد هناك نبى أو رسول أو رسالة إلهية ووصفت «نصير» أصحاب تلك الدعوات ب«الادعياء»، أو أنهم يعانون من «هلوسة» ومصابون بمرض يغيب العقل ويفقد الرشد ويحتاجون لسرعة العرض على الطبيب، وتابعت أنّه فى حالة كان أصحاب تلك الدعوات يتمتعون بصحة عقلية جيّدة، فيطلق عليهم اسم «مدعي»، ولابد من محاورته بالأساليب الناجحة من قبل أحد العلماء المتعمقين فى الفلسفة الإسلامية والعقيدة لإقناعه بمدى بُعد تلك الدعوات عن الصواب وانتهاء عصر النبوات. وأكد عدد من شيوخ الأزهر الشريف أن «الشيخ ميزو»، يجب أن يطبق عليه حد قطع الرأس، بعدما ادعى أنه المهدى المنتظر، ومطالبته جميع شعوب العالم بمبايعته وأكد العلماء، أن حديث «ميزو» يعد «تلاعبًا بالشريعة الإسلامية، وتضليلًا لكلام الله عز وجل، وكذلك تكذيبًا لأحاديث النبى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وحكمه فى الشرع هو قطع الرأس، وحمّل علماء الدين، وسائل الإعلام، المسئولية الكاملة لأنهم يعطونه الفرصة ليظهر على شاشاتهم، وينشر الفتنة». ودعا الشيخ شوقى عبداللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أن الشيخ ميزو يجب أن يُنقل إلى مُستشفى أمراض عقلية، حيث استباح ذلك الداعية الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية على أهوائه الشخصية وتوظيفها لذلك، داعيًا شيوخ الأزهر الكبار للرد على هذا المُدعي. أما الطب النفسى فيؤكد أن مدعى النبوة شخص مريض نفسيا، فيقول الدكتور أحمد شوقى العقباوى استشارى الطب النفسي، إن مدعى النبوة مرضى نفسيون يعانون من مرض جنون العظمة، ويشعر هذا المريض باستمرار بأنه نبى أو رسول أو إله ويردد معظمهم أنه المهدى المنتظر، وهو شخصية ادعائية ثقافية متوسطة غالبًا، ولديه القدرة على استخدام الوسائل التبريرية النفسية فى الادعاء وتوضيح وجهة النظر مع أنصاف المتعلمين والجهلاء وفاقدى الثقافة والوعى والإدراك فيؤثر عليهم ويتسلط ويعطى لذاته القدرات والإمكانيات مع أنه غير سوى فيما يدعيه. وقال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسي، إن شخصية محمد عبدالله نصر مصاب باضطراب الشخصية الهستيرية، هو أحد اضطرابات الشخصية ويتميز المصابون به بالمبالغة فى إظهار عواطفهم والسعى المستمر للفت الانتباه ويسهل التأثير عليهم من قبل الآخرين، كما قد يصدر منهم بعد التصرفات غير المقبولة اجتماعيا، فهذا المريض شخص محب للشهرة يتكلم بكلام مثير للجدال تتم استضافته للأسف فى برامج كثيفة المشاهدة فيتحول هذا المريض المحتاج إلى العلاج النفسى إلى شخص مشهور يذكر اسمه وتوضع صورته فى كبرى الصحف والمواقع الإلكترونية ويصبح ضيفا دائما على القنوات. وأضاف حسين، أن شخصا مثل هذا ينطبق عليه نص هذه المادة فى قانون الصحة النفسية الفصل الثانى الإدخال اللاإرادى مادة (11) والتى تنص على إنه لا يجوز إدخال شخص لا إراديًا أحد مستشفيات الصحة النفسية إلا إذا توافرت الشروط الآتية: قيام دلائل واضحة على وجود مرض نفسى شديد تمثل أعراضه خطرًا جسيمًا وحالًا على المريض أو على الآخرين أو على الممتلكات، وأن يكون الدخول لازمًا للعلاج أو لمنع تدهور متوقع للحالة النفسية، ووجود علاج يناسب الحالة بالمستشفى. وأوضح حسين، يجب إبلاغ كل من الأهل، ومدير المستشفى، ومكتب الخدمة الاجتماعية، والمجلس المحلى للصحة النفسية بقرارات إدخال المريض لا إراديًا. وتحدد اللائحة التنفيذية النماذج المستخدمة لإدخال المريض النفسى لا إراديًا، لأن هذا الشخص يمثل خطورة على نفسه وعلى الآخرين بسبب أفكاره الشاذة الخارجة عن المألوف والبعيدة عن المنطق والعلم، وتمثل خطورة على الأمن القومى فالتشكيك فى صحيح البخارى بعد اعتماد أكبر علماء الحديث عليه لقرون عديدة والتشكيك فى حديث الرسول ممكن أن يشعل فتنا وكوارث نحن فى حل عنها فى هذا التوقيت.