في مثل هذا اليوم عام 636، كانت بداية معركة القادسية التي استمرت أربعة أيام وانتصر فيها العرب المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص على الفرس بقيادة رستم فرخزاد، وبنهاية هذه المعركة تم القضاء على الإمبراطورية الساسانية الفارسية. تُعدُّ معركة القادسية من المعارك الفاصِلة في تاريخ الشَّرْق، فقد نَتَج عن انتصار المسلمين في المعركة نتائجُ مهمَّة على جوانب الحياة السياسية والدينية والمدنية في تاريخ الشَّرْق بصورة عامة، وفي تاريخ الفُرْس على وجه الخصوص، فقد تقلَّص نفوذ آل ساسان عن العِراق، فباتَ إحدى الوحدات السياسية والجغرافية لخريطة الدولة الإسلامية. وقد قرَّرت معركة القادسيةُ مصيرَ العراق، ومصيرَ الدعوة الإسلامية فيه، فقد خضع خضوعًا مباشرًا لدولة الخلافة الراشدة، ممَّا ساعد المسلمين على نشْر الدعوة الإسلامية، وإبلاغها للناس في العراق، فقدِ اعتنق الإسلام 4،000 من جُند رستم عَقِب المعركة مباشرةً، وكذلك وَفَد على سعد بن أبي وقاص كثيرٌ من قبائل العرب المقيمة على ضِفاف الفُرات، فأعلنوا إسلامهم، وكذلك أسلم عددٌ من سكَّان العراق ودهاقينه. كان انتصار المسلمين في القادسية بدايةً لانتصارات إسلاميَّة لاحِقة في المنطقة، كان من أهمها فتح المدائن في نفس السنة، ووقوع معركة جلولاء.