قال وكيل جهاز المخابرات الأسبق وعضو "منتدي الشرق الأوسط للحوار"، اللواء أسامة الجريدلي، إنه من المهم للغاية توحيد الثقة في جميع أجهزة الدولة المصرية لمواجهة تحدي المرحلة والوصول بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان. وقال الجريدلي، في كلمته خلال حفل إطلاق "منتدى الشرق الأوسط للحوار" بوكالة أنباء الشرق الأوسط، مساء اليوم الأربعاء، مبادرة تحت شعار "مصر أولا"، الذي قدمه الإعلاميان أحمد مدني وسلمى الشرقاوي المذيعان بالتلفزيون المصري، إن مصر تتعرض خلال هذه المرحلة الحرجة لمخاطر وتهديدات سواء داخلية أو خارجية، تقودها بعض القوى المغرضة ضد مصر وشعبها وعلى رأسها جماعة الإخوان الارهابية، من أجل انهاك الدولة وإثارة الفوضى ومحاولة تعبئة أنصارها وإثارة بعض أوساط الرأي العام ضد الدولة. وأضاف أن هذه المؤامرات تستهدف ضرب أمن واستقرار مصر، وتشويه جهود ومساعي التنمية إضافة لمحاولاتها تصدير صورة سلبية عن عدم قدرة النظام على إدارة الدولة. وشدد الجرديلي على أن مخطط 11/ 11 الفاشل يأتي كحلقة من سلسلة مؤمرات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وما يرتبط بها من محرضين ومضللين من الداخل، وقوى أخرى داعمة من الخارج، في محاولة لإثارة الفوضى للعودة بالدولة للخلف، لنفس المناخ المرير والمتخلف والحاقد خلال فترة حكمهم السوداء للبلاد، وهي مؤامرة أخرى دنيئة لا تمثل في واقعها إلا استمرارا لما دأبت عليه تلك الجماعة من خيانة وسعي لإسقاط الوطن ذاته، فهكذا هم الإخوان دائما ليسوا من نبتة مصر والمصريين العاشقين لبلدهم. وأضاف الجريدلي إن المصريين العاشقين لمصريتهم أمام تحدي المرحلة، وقد قبلنا التحدي، تحدي يتلخص جوهره في استعادة مصر لمحصلة قوتها الشاملة، عسكريا وأمينا وسياسيا واقتصاديا وعلميا وعمليا وتكنولوجيا وثقافيا وإعلاميا، والأهم من كل ذلك معنويا، هذا هو التحدي الحقيقي الذي يضمن تأمين كيان الدولة، وحماية مصالحها الحيوية، وتأمين الاحتياجات الإنسانية للمواطنين المصريين، هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب علينا ألا ننشغل بغيره أو ننساق لمحاولات هدامة تستهدف تقويضه، ولا تريد لمصر استعادة ثقلها الطبيعي بعد أن أضعفته وأنهكته قوى الظلام المتعددة. واستطرد الجريدلي أنه انطلاقا مما سبق فإن على الشعب المصري أن يدرك أهمية استعادة وعينا للطريق الصحيح الذي علينا أن نسير على هداده لتأمين مصرنا الغالية ممن يتربصون بها داخليا وخارجيا، مهما صادفنا من ضغوط ومصاعب. وأضاف أنه علينا أن ندرك أن بلوغ مستقبل أرحب يحقق لكل جموع الشعب المصري "القوة والمنعة الأمن والأمان، الاستقرار والإنتاج، التقدم والازدهار"، إنما يستدعي منا وعيا بالظروف ومتطلبات المرحلة، وصبرا وعرقا وجهدا، ورؤية واضحة وإيمانا بغد مشرق، ومواجهة مستمرة لتلك القوى البغيضة بكل تصنيفاتها، مهما كانت التضحيات وهو أمر ليس بجديد على شعب مصر العظيم، فليس هناك من تضحيات تفوق التضحية بالنفس فكم من شهدائنا رحمهم الله واجهوا أعداء الوطن التي تتوهم أنها تستطيع تركيع مصر، ومن هنا فالثقة كاملة في الشعب المصري وجيشه العظيم وأجهزته الأمنية في أن يواجهوا دائما وأبدا محاولات قوى الظلام مهما كانت التضحيات. كما أردف اللواء الجريدلي بالقول إنه علينا جميعا أن نكون يدا واحدة لتقويض كافة محاولات إسقاط الدولة، ومواجهة شائعاتهم الهدامة، والتصدي المستمر لما يتصورون أنه يثنينا عن بلوغ هدف استعادتنا لقوتنا الشاملة بما يحقق لنا بإذن الله البقاء والحرية والرفاهية، ولن يثنينا عن ذلك نفوس مريضة زائفة ومغرضة تتوهم أنها تستطيع اللعب بمشاعر بعض المصريين فيما آلت إليه بعض أوضاعهم المعيشية من صعوبات ومشاكل، فهم لا يدركون معدن الشعب المصري لأنهم ليسوا منه. واستدرك الجريدلي بالقول: إنه لا يمكن أن نغفل ما تمر به مصرنا الغالية من ظروف اقتصادية سيئة، ولا ما تمثله تلك الظروف من انعكاسات على الأوضاع الاجتماعية وبصفة خاصة على الفئات الكادحة، وما يرتبط بذلك من توفير متطلبات الأمن الإنساني للمواطن المصري، وبالتالي فمن المهم أن تستمر السياسات والخطط بايلاء عناية خاصة ومستمرة لتلك الفئات المصرية الأصلية، وأن توفر لها عدالة اجتماعية ملموسة في العديد من المجالات وهو أمر يستلزم في جانبه المقابل أمنا واستقرارا، وعملا دؤوبا وتطوير منظومة أداء ورقابة فاعلة لتستمر خطواتنا بشكل يملؤه الثقة والأمل، ولنواجه آفات الفساد والتراخي والدعاوي الهدامة والحملات النفسية المغرضة من جانب، والجهل والتطرف والإرهاب والحقد وأعداء النجاح من جانب آخر. كما أكد الجريدلي أنه من الهام للغاية أن نؤمن بقدراتنا على تخطي المرحلة، لتحقيق طموحاتنا نحن الشعب الأصيل الذي يراعي الله في كل خطواته، القادر دائما على التفرقة بين الحق والباطل وقت المحن، وألا نتوانى عن مواجهة من تسول له نفسه المساس باستقرار وأمن الوطن، وان نثق بخياراتنا لقائد تحمل أمانة المسؤولية، واقسم بذلك أمام الله والشعب، ليضع مصلحة الوطن والمواطنين قبل أي اعتبار. واختتم الجريدلي كلمته بالتأكيد على أنه علينا جميعا أن ندرك أنه بقدر صمودنا أمام مجمل التحديدات التي نواجهها، ومحاولات إثارة الفوضى باستغلال ظروف اقتصادية واجتماعية فرضتها تداعيات متغيرات أوضاع سلبية غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر، فلن يتمكن عدو أو شامت أو حاقد من كسر سواء إرادتنا أو وحدتنا أو المساس بوطنيتنا، أو بحبة رمل من تراب مصر الطاهر، فعلينا جميعا أن نستنهض روح التحدي لتحقيق احتياجات وأماني كل فئات الشعب وأن نوفر للفئات الكادحة منها الإجراءات والقرارات التي تضمن لها " الحماية الاجتماعية"، وعلينا ونحن نواجه أعداء الأمة ألا ننخدع بالمدعين والمثرثرين والانتهازيين والمحرضين، وألا نجعل أحدا يقهر إرادتنا في تحقيق أمانينا، ولتسلم أيادي كل مصري يقف في مواجهة الظلام، فبلدنا الغالية تستحق منا جميعا أن نقف معها ولها، وليس ضدها، وبإذن الله سنتخطى كل الصعاب وتفشل كل المحاولات الدنيئة، طالما كانت رايتنا وأبدا "مصر أبدا