سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات الأمريكية.. السياسة الخارجية لواشنطن ستبقى ثابتة مهما اختلفت الوجوه والقرن الماضي بأزماته أكبر دليل.. والتواجهات السياسية لمرشحي الانتخابات ستؤثر بشكل كبير على العالم
رغم الفروق الشاسعة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية ووعودهما الانتخابية، التي تصل في بعض الأحيان إلى حد التطرف، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية تبقى ثابتة لا تتغير مهما تغيرت الوجوه، ولعل القرن الماضي بكل متغيراته وأزماته أكبر دليل على هذا الثبات في السياسة الخارجية الأمريكية، رغم تغير التحالفات والمعاهدات التي كانت الولاياتالمتحدة طرفا أصيلا ولاعبا أساسيا فيها، فإذا نظرنا إلى دونالد ترامب بوعوده المتطرفة التي يراها الجميع عنصرية فجة، إلا أنه إذا ساعده الحظ في الوصول إلى كرسي الرئاسة فمن المؤكد أن هذه الوعود لا تنال حظها من التطبيق على أرض الواقع، وفي المقابل فإن هيلاري كلينتون بنعومتها ووعودها البراقة التي تنال رضا الكثيرين لن تتمكن حتى إن كانت صادقة فيها إلى حيز التنفيذ، بدليل أنها عندما شغلت منصب وزير الخارجية ومن قبلها سيدة البيت الأبيض لم تطبق أو تسعى لتطبيق مثل هذه الوعود، ولكننا ندرك أن هناك فروقا سياسية كبيرة بين طرفي الصراع على منصب الرجل الأول في العالم، تتجلي في تواجهات المرشحين تجاه سبعة قضايا هامة تؤثر بشكل كبير على العالم بأسره وليس الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، وهي: العولمة: دونالد ترامب: إلغاء اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع كندا والمكسيك "نافتا" لوقف انتقال الوظائف إلى الخارج، إقرار 45% رسوم جمركية على الواردات من الصين لحماية الصناعة الأمريكية، توظيف الخبراء وليس الاستغلاليين السياسيين للتفاوض من أجل الصفقات التجارية، يعارض اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي التي تضم 12 دولة. هيلاري كلينتون: وصفت اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي عندما كانت وزيرة الخارجية بالمعيار الذهبي الذي يغطي 40% من إجمالى التجارة العالمية، الآن تعارض الصفقة التجارية المقترحة لأنها لا توفر حماية كافية للعمال الأمريكيين من ناحية الأجور وفرص العمل والأمن القومي الأمريكي. الهجرة: كلينتون: توسيع برنامج اللاجئين من قبول 10 إلى 65 ألف لاجئ سوري سنويا، الاستفادة من خبرات المهاجرين واللاجئين، إنشاء سبيل إلى المواطنة لنحو 11 مليون مهاجر يعيشون في البلاد بطريقة غير شرعية. ترامب: المسألة المهمة هي مكافحة الهجرة غير الشرعية والحد من الهجرة القانونية، يدعو إلى بناء جدار بين الولاياتالمتحدة والمكسيك، وأيضا إلى إقرار حظر كامل على المسلمين الأجانب للدخول إلى الولاياتالمتحدة وعمل اختبارات أيديولوجية على من سيقبلون كمهاجرين. الرعاية الصحية: ترامب: إلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة التي تعرف باسم أوباماكير، إعادة التفاوض بشأن التكاليف المتصاعدة لتوفير الرعاية الصحية، تعيين قضاة في المحكمة العليا للطعن في القرار عام 1973 والذي سمح بالإجهاض في الولاياتالمتحدة. كلينتون توسيع أوباماكير من خلال خطة صحية تديرها الحكومة ومعروفة باسم خيار الجمهور للتنافس مع شركات التأمين الخاصة التي توفرaca، تدعم الأبوة المخططة وقانون الإجهاض. الضرائب والحد الأدنى للأجور: ترامب: سيقوم بخفض عدد مستويات الدخل من سبعة إلى ثلاثة بنسب تتراوح 22% و25% و33% هبوطا من 40%، خفض الضريبة على الشركات من 35% إلى 15%، إلغاء الضرائب العقارية المعروفة أيضا باسم ضريبة الموت، رفع الحد الأدنى للأجور الاتحادية من 7.25 إلى 10 دولارات في الساعة مع السماح للولايات الأخرى بوضع الحد الأدنى. كلينتون: معدل الضريبة من 30% لمن يكون دخله مليون دولار أو أكثر، وإقرار 4% ضريبة إضافية على أصحاب الدخل الذي يزيد على 5 ملايين دولار سنويا، التشديد على الأحكام الضريبة للشركات، وذلك لمنعها من نقل الأرباح إلى خارج البلاد، زيادة معدلات ضريبة الموت على العقارات لتصل إلى 65%، رفع الحد الأدنى للأجور الاتحادية إلى 12 دولارا في الساعة. البنية التحتية: تعهد كل منهما بالاستثمار في البنية التحتية باعتبارها وسيلة لاستئناف النمو الاقتصادي والاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة. ترامب: سيقوم بتنفيذ برنامج إعادة البناء بتكلفة تريليون دولار لإصلاح الطرق والمطارات والجسور وشبكات المياه والكهرباء. كلينتون: إرسال خطة بنية تحتية تكلفتها 275 مليار دولار إلى الكونجرس خلال أول 100 يوم من تسلمها المنصب، استخدام العائدات من إصلاح الضرائب لتمويل مشاريع جديدة، تأسيس بنك للبنية التحتية بحجم 25 مليار دولار. تنظيم داعش: كلينتون: لن ترسل قوات برية أمريكية إلى سوريا أو العراق، إضافة إلى ال5500 جندي الموجودين هناك حاليا، بل سيتم تكثيف الغارات الجوية، تدعم إقرار منطقة حظر جوي وتوفير مناطق آمنة لحماية المدنيين، طرد داعش من الموصل والرقة. ترامب: ردد جملة أكثر من مرة، وهي "اقصفوا تنظيم داعش"، واقترح أنه لديه خطة سرية لهزيمة داعش، ولكن لا يريد الكشف عنها، وسوف يعطي للجنرالات 30 يوما لتقديم خطة لهزيمة تنظيم داعش. ضبط الأسلحة: كلينتون: تدعم تشريعات ضبط الأسلحة بالإضافة إلى زيادة إجراءات التحريات عن ماضي مشتري السلاح، وتدعو إلى حظر الأسلحة الهجومية وخاصة بعد مجزرة أورلاندو. ترامب: يعارض القيود على امتلاك السلاح، يريد إلغاء منع حمل السلاح فيما خصصت منه من المناطق الخالية من السلاح مثل المدارس والجامعات، يعارض حظر الأسلحة الهجومية، لأنه من الممكن الحيلولة دون وقوع قتل جماعي، عندما يزيد عدد الذين يحملون السلاح.