انتخب مجلس النواب اللبناني في جلسة عقدها ظهر الإثنين ميشال عون رئيسا للبلاد، لتنتهي بذلك فترة فراغ دستوري في منصب الرئاسة استمرت عامين ونصف العام. وحصل عون على أصوات 83 نائبا من أصل 127 حضروا الجلسة، بينما سلم 36 نائبا أوراق اقتراع خالية، وأبطل رئيس البرلمان سبع أصوات في الجولة الثانية من التصويت. ويرى مراقبون دوليون أن انتخاب عون رئيسا للبنان هو بمثابة انتصار لطهران وسوريا وحزب الله على حلفاء الحريري السنة في الرياض. وفي صحيفة "ناشينول ريفيو" الأميركية، قال الكاتب "توم روغين": إن لبنان ستشهد تطورات جديدة، حيث يأمل السياسيون الذين ينتخبون رئيسا بتشكيل حكومة أيضًا، وذلك بعد عامين على الطريق المسدود وتأثّر لبنان بالحرب السورية وبانعدام الخدمات الأساسية وأهمها أزمة النفايات المتفاقمة. موضحًا أن السياسيين اجتمعوا على احتمال انتخاب ميشال عون المدعوم من الحريري و"حزب الله". ويدعم حزب الله طموحات "عون" ويراه هو ورقة تسوية، ويعد انتخابه هو خروج لبنان إلى الضوء في قلب استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته. فيما عرضت صحيفة "واشنطن بوست" ع خطاب نصرالله الذي أكد فيه دعم عون للرئاسة، وقال نصر الله: "ستحضر كتلة الوفاء للمقاومة، الجلسة بكامل أعضائها، وستنتخب العماد عون، رئيسًا للجمهورية". دعم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لترشيح عون، وهو الذي سهل حصول الانتخابات الرئاسية، بعد شغور دام سنتين و5 أشهر، منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، في مايو 2014. بعد انتخابه وأدائه القسم، يصبح عون الرئيس رقم 13 للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال، وثالث قائد للجيش يتولى هذا المنصب، الذي يعود إلى الطائفة المارونية (المسيحية)، في لبنان. وبرر سعد الحريري، دعمه لعون، بأنه توصل إلى تفاهم معه بشأن الحفاظ على النظام اللبناني وتعزيز قوة الدولة والالتزام بحيادها الكامل، إزاء الصراع في سوريا، والاعتراف باتفاق الطائف. وألمح الحريري في كلمة إعلانه دعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية:"هذا قرار نابع من الخوف على لبنان، وضرورة حماية نظامه ودولته ومواطنيه... قائم على الأمل بلبنان واللبنانيين.. ما نحن بصدده اليوم، هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة". وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إن الحريري يدعم عون حليف حزب الله للرئاسة، فيما أكد موقع "ميديل إيست آي" إلى أن الأزمات المالية أجبرت الحريري على إعادة تقويم العلاقة مع حزب الله.