ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي عقب إطلاقه خطبة توبيخية مناوئة لأمريكا في بكين الأسبوع الماضي، جعل بعض الصينيين حتى ممن يفضلون الزيارات الرسمية المخطط لها بتنسيق عال، يتساءلون عما إذا كان ضيفهم غير المتوقع يمكن الوثوق به أم لا. وقالت الصحيفة – في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني – إنه مع ذلك، فإن سرعته الكبيرة في القبول بمحادثات مباشرة بشأن بحر الصينالجنوبي المتنازع عليه، وامتنانه لاستثمارات بقيمة 24 مليار دولار، واتفاقات للتمويل، ولدت أيضا انطباعا واسعا بأن الصين ربما بدأت إستراتيجية لإعادة تعديل موقفها في جنوب شرق آسيا عن طريق اجتذاب حليف مهم لأمريكا. وكان الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي قد أشاد بالصين خلال زيارته بكين، يوم الأربعاء الماضي، مؤكدا عزمه على إنهاء النزاع البحري معها وعدم الالتفات إلى الولاياتالمتحدة. وقال دوتيرتي - الذي كانت بلاده مستعمرة أمريكية حتى عام 1946 في مؤتمر صحفي -: "الصين جيدة. لم تجتاح يوما قطعة أرض واحدة من بلادي عبر كل هذه الأجيال". وأضافت الصحيفة أنه بحسب محللين، فإن دولا مثل فيتنام، التي تقاربت أكثر مع الولاياتالمتحدة وماليزيا وتايلاند التي تحركت باتجاه بكين، ربما ترى الآن قيمة للتقارب أكثر مع الصين. ونقلت الصحيفة عن يان شويتونج، وهو أستاذ علاقات دولية بجامعة تسينجوا، قوله إن "الصين حسنت العلاقات مع دوتيرتي بشكل مباشر وتنشيء آلية لتسوية نزاعات بحر الصينالجنوبي بشكل سلمي. وبوجه عام فإن هذه المشكلة في بحر الصينالجنوبي انتهت والولاياتالمتحدة لا تستطيع القيام بأي شيء". ووفقا للصحيفة، فإنه في نفس الوقت فإن مستضيفي دوتيرتي فاجأتهم التصريحات المناوئة لأمريكا، ما أثار مخاوف من أن يتسبب في مشكلة. ونسبت الصحيفة إلى جانج باوهوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لينجنان بهونج كونج، قوله إن "هناك احتمالا ضعيفا على سبيل المثال: هو أن يرغب صناع السياسة في بكين في تحالف صيني-روسي-فلبيني، خاصة إذا ما كانت شراكة كهذه يمكن النظر إليها كتحالف مناهض للولايات المتحدة".