احتفى بيت الشعر بالأقصر باختيار هذه المدينة لتصبح عاصمة مصر الثقافية للعام 2017 حيث نظم مؤتمرا ثقافيا برئاسة الشاعر محمد أبو الفضل أستاذ الأدب الحديث ورئيس المجلس الأعلى للثقافة السابق بحضور نخبة من كبار شعراء وأدباء مصر وأساتذة الجامعات وعمداء الكليات والشخصيات العامة إضافة إلى مشاركة واسعة من المثقفين وجمهور الادب العربي. تم خلاله وضع مجموعة من التصورات والرؤى واقتراح الخطط والبرامج التي يمكن من خلالها تقديم الصورة الناصعة للثقافة المصرية وما تتميز به مدينة الأقصر وصعيد مصر من خصوصية وتميز في مجالات الإبداع كل وبخاصة ميدان شعر الفصحى الذي يلقى اهتمامًا خاصًا من بيت الشعر والاتفاق على مجموعة من التوصيات يتم تقديمها للأخذ بها من جانب المؤسسات الثقافية والجهات المنوط بها رعاية هذا الحدث الهام. بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر بحضور نخبة كبيرة من مثقفي ومبدعي بعض المحافظات وعدد كبير من المسرحيين وعمداء الكليات ومنسقة جسر الحضارات ماريان من ألمانيا. بدأ اللقاء بكلمة الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر والتي تحدث فيها عن مبادرة سلطان بن محمد القاسمي صاحب فكرة إنشاء بيوت الشعر العربية وبثها في كل مكان ومنها بيت الشعر بالأقصر الذي أصبح مركز إشعاع حضاري وفكري وإبداعي له تأثيره الفاعل في محيطه وفي مصر كلها. كما تطرق إلى مكانة الأقصر التاريخية والحضارية ذات الطابع التاريخي المميز وضرورة إبراز وجهها المضيء لتكون منارة ليس لجنوب مصر فقط إنما لمصر كلها وللعالم العربي ولكي تحتل مكانة أفضل بتاريخها وعطائها الإنساني الذي طالما كان محط اهتمام العالم بأسره، كما أوضح أن اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية هو ما دفع الكثير من المثقفين من مختلف محافظات الجنوب للإحساس بالمسئولية البالغة تجاه الأمر وهو ما دفع بيت الشعر بالأقصر إلى إقامة هذا المؤتمر ليكون جلسة استعدادية لهذا الحدث الضخم عن طريق وضع بعض المقترحات والآراء التي من شأنها أن تدعم الثقافة والوعي وصياغة خطة جادة يؤخذ بها من جانب المؤسسات الثقافية والميدانية للمشاركة في هذا الحدث. ثم جاءت كلمة الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس المؤتمر والتي أوضح فيها أن الأقصر ليست بحاجة إلا لأن تُذكَّرَ بتاريخها الحضاري العميق فطالما كانت رائدةً وكانت منارة تشع بكل فن أصيل، وهذا التاريخ هو الذي جعلها حقيقة بهذا التكريم وهذا التكليف الذي يجعلنا جميعا في مسئولية تحتم علينا التكاتف لصياغة موقف داعم للوطن عن طريق نشر الثقافة والوعي وضرورة الاستفادة من كل التجارب السابقة لإبراز وجه مصر العربية.