سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توجه دولي لدعم حفتر في ليبيا.. كوبلر يدعو لجيش موحد بقيادته.. وخبراء: محاولة لإحياء حكومة الوفاق والمؤسسة العسكرية هي القوة الحقيقية على الأرض ولن تخضع لأي إملاءات خارجية
يشهد الموقف الدولي تجاه المؤسسة العسكرية الشرعية في ليبيا تطورا إيجابيا لصالح الجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربًا صعبة ضد الجماعات الإرهابية داخل ليبيا منذ العام 2014 وقد صرح السيد مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا ولأول مرة بضرورة تجاوز المادة الثامنة من الاتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية في مدينة الصخيرات المغربية ديسمبر 2015 وتنص المادة (8) على نقل جميع صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنية العليا إلى مجلس رئاسة الوزراء فور توقيع الاتفاق. ودعا كوبلر خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية الليبيين إلى إيجاد حل لكيفية إنشاء جيش موحد على أن يكون تحت إمرة خليفة حفتر بهدف تجاوز الخلافات التي نشبت جراء المادة المتعلقة بالترتيبات الأمنية وهو ما أدى إلى تعطيل تنفيذ بنود الاتفاق حتى الآن. التوجه الدولي الجديد لدعم الجيش الوطني الليبي جاءت تماشيا مع الرؤية المصرية لتسوية الأزمة الليبية والتي تنطلق من ضروة احترام خيارات الشعب الليبي ومؤسساته الشرعية وقد لعبت الخارجية المصرية دورا فاعلا في هذا الإطار، ونجحت في توضيح حقيقية أبعاد الأزمة الليبية والتي أرهقت المجتمعين الدولي والإقليمي. وفي سياق متصل قالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، في تصريحات للإذاعة الحكومية: إن الشعب الليبي منقسم على نفسه لكنه فخور جدا بقدراته، ويؤمن أن إدارة الأمن على أراضيه يجب أن تتم عن طريق أجهزته الأمنية والعسكرية. وفي تصريح خاص ل"البوابة نيوز" قال هشام الطيب الخبير الليبي بالشئون الاستراتيجية: إن هناك 3 مشاكل رئيسية حاكمة للسياسات الغربية تجاه ليبيا في الوقت الراهن هي الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، ومكافحة الإرهاب لاسيما بعد حرب الموصل في العراق فمن المتوقع أن تجد عناصر تنظيم الدولة في العراق والشام طريقا إلى ليبيا وهنا مكمن الخطورة حيث سيكون من السهل تسرب هذه العناصر إلى أوروبا جنوب المتوسط والقيام بعمليات إرهابية. وأضاف الطيب ما لم يكن هناك جيش وطني قوي قادر على حماية حدود الإقليم الليبي فإن دخول الجماعات الإرهابية إلى ليبيا خاصة عبر الجنوب سيكون أمرا سهلا، وأعتقد أن اجتماع نيامي اليوم بالنيجر (الاجتماع التاسع لدول الجوار الليبي) سيركز على هذه المسألة فمن الأهمية بمكان الإسراع في تشكيل جيش ليبي موحد يكون قادر على التعاون مع الجهات الأمنية في دول الجوار الليبي من أجل إحكام المراقبة على الحدود الليبية. وذكر الطيب في تصوري أنه سوف يتم تشكيل جيش ليبي موحد تحت قيادة المشير حفتر، وسيسمح لعناصر الميليشيات الالتحاق بالمؤسسة العسكرية طالما ألقت السلاح، وأن عناصر الجيش ستكون من قوات البنيان المرصوص التي تقاتل تنظيم داعش في سرت وسط ليبيا إضافة إلى قوات الجيش العربي الليبي والميليشيات الموالية لحكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل الذي يحارب الجماعات الإرهابية في شرق البلاد. وذكر الطيب أن تحقيق هذا المطلب سيدفع المجتمع الدولي إلى رفع حظر توريد السلاح عن الجيش الليبي وهو الأمر الذي بذلت القاهرة جهود كبيرة من أجله. ويرى رمزي الرميح المستشار القانوني السابق للجيش اللليبي أن تغير موقف كوبلر المفاجئ هدفه اعادة الروح لحكومة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والتي انتهت عمليا بعد سيطرة حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني على مقر مجلس الدولة بالعاصمة الليبية طرابلس. وأضاف الرميح في تصريح خاص ل"البوابة نيوز": أن السلام لايصنعه الضعفاء وكما قال المشير خليفة حفتر في وقت سابق السلام يصنعه الاقوياء وقد ولد المجلس الرئاسي ميتا ولم يستطع فعل أي شيء من أجل ليبيا أو حتى حماية نفسه في طرابلس وحتى الحرس الرئاسي تخلى عنه وأعلن ولاءه لحكومة الإنقاذ التي تنسق مع الحكومة المؤقته برئاسة الثني وتتواصل معها منذ 3 اشهر مضت. وقال الرميح: الجيش العربي الليبي هو الطرف الأقوى على الأرض الآن وقد استطاع أن يحقق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية وعمليا يسيطر على 80 % من الأرض الليبية، وهذا هو سر دعوة كوبلر لجيش ليبي موحد تحت قيادة المشير حفتر وهو سيتحقق بغض النظر عن كلام كوبلر المرفوض من الشارع الليبي فنحن لا نخضع لأي إملاءات خارجية وسيسمح لكل من يلقي السلاح ويرغب بالالتحاق بالجيش الليبي طالما أن ولاءه للوطن بعيدا عن أي ولاءات جهوية أو ايديولوجية.