يبقى اسم رفاعة الطهطاوي على مر العصور إمامًا للتنوير في العصر الحديث. وكان واحدًا ممن فتح لهم محمد على باشا أبواب العلم، فقاد مع آخرين النهضة العلمية التي صنعت مصر الحديثة، ورغم الانتكاسات التي واجهها مشروعه التنويري في عهدي الخديو عباس والخديو سعيد، إلا أنه أكمل دوره كصاحب رسالة تتعلم منه الأجيال حتى اليوم، رائد النهضة لم يكن فذا على المستوى العلمي فقط وإنما كان إنسانًا بامتياز حيث تعهد لزوجته أن يبقى معها وحدها وان لا يتزوج بغيرها طيلة حياته، وأنه إن تزوج بغيرها تكون طالقة منه بالثلاثة. وتأكيدًا للعهد الذي قطعه الطهطاوي على نفسه كتب وثيقة ليحفظ بها لزوجته عهده الذي عاهدها عليه، وكان نص ما خطه "الطهطاوي" بالوثيقة: "التزم كاتب الأحرف رفاعة بدوي رافع لبنت خاله المصونة الحاجة كريمة بنت العلامة الشيخ محمد الفرغلي الأنصاري أنه يبقى معها وحدها على الزوجية دون غيرها من زوجة أخرى أو جارية أيًا ما كانت، وعلقت عصمتها على أخذ غيرها من نساء أو تمتع بجارية أخرى، فإذا تزوج بزوجة أيا ما كانت، كانت بنت خاله بمجرد العقد عليها خالصة بالثلاثة، كذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين، ولكن وعدها وعدا صحيحًا لا ينتقض ولا ينحل أنها ما دامت معه على المحبة المعهودة مقيمة على الأمانة والحفظ لبيتها ولأولادها ولخدمها وجواريها، ساكنة معه في محل سكناه، لا يتزوج بغيرها أصلًا ولا يتمتع بجوار أصلًا، ولا يخرجها من عصمته حتى يقضي الله لأحدهما بقضاء، هذا ما انجعلت عليه العهود وشهد الله سبحانه وتعالى بذلك وملائكته ورسله، وإن فعل المذكور خلافه، كان الله تعالى هو الوكيل العادل للزوجة المذكور يقتص لها منه في الدنيا والآخرة، هذا ما نجعل عليه الاتفاق، وكذلك إن تعبته فهي الجانية على نفسها". رفاعة رافع الطهطاوي مواليد طهطا 15 أكتوبر 1801، يتصل نسبه بالإمام الحسين.