يترقب سعوديون «على أحر من الجمر» بدء التشغيل الفعلي لمشروع قطار الركاب الذي يربط العاصمة السعودية في الحدود الشمالية، عبر سكة حديد تربط الرياض في القريات، فيما يتوقع أن تبدأ الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) التشغيل الفعلي نهاية العام الحالي للقطار، الذي يمر في كل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف وينتهي في القريات. ويأمل سكان هذه المناطق والمحافظات أن ينهي هذا القطار معاناة دامت عقودًا، ولم تسهم الطائرات والمركبات في التغلب عليها. فالرحلة بالسيارة من الرياض إلى القريات الواقعة على الحدود السعودية – الإردنية تستغرق 15 ساعة، في طريق دولي مزدحم بالسيارات، ويفتقر في بعض أجزائه إلى مواصفات السلامة، أما في القطار فيزيد عن الساعات الست قليلًا، وفي ظروف «آمنة». ويعاني أهالي محافظة القريات والمدن الشمالية القريبة من الحدود الأردنية، من قلة وسائل النقل المتوافرة، إذ يشهد مطار القريات كثافة شديدة في الاستقبال والحجوزات، خصوصًا خلال فترة الصيف، إضافة إلى مواسم الحج والعمرة، والسفرات العلاجية والتعليمية، فالحصول على مقعد في إحدى الرحلات يمثل أرقًا ومعاناة مستمرة، نظرًا إلى الضغط الكبير الذي تشهده رحلات هذا المطار الحيوي. ويتردد الكثير من سكان القريات على الرياض، قاطعين نحو ثلاثة آلاف كيلومتر، ذهابًا وإيابًا، سواءً من أجل العمل أو الدراسة في العاصمة، أو مراجعة الإدارات الحكومية فيها، أو لأسباب علاجية، أو للتواصل العائلي والاجتماعي. ويسبب عدم الحصول على حجز رحلات طيران للمرضى والوصول في الوقت المناسب صعوبات بالغة لهم، فضلًا ع نارتفاع أسعار التذكار. ويحتاج المسافر إلى يوم كامل للسفر من طريق البر، في طريق يشهد حوادث بمعدل يومي، وغالبيتها تكون مميتة. وتقع على الطريق كثير من القرى والهجر والمراعي، وتكثر عليه الحيوانات، خصوصًا الجمال في غالبية أجزائه. إلا أن هذه المعاناة ستقل مع تشغيل خط الحديد. فيما تخطط شركة «سار» لربط الخط الذي أنشأته في الخط الحديد القائم بين العاصمة الرياض ومدينة الدمام، لتتكامل مشاريع السكك الحديد. ومن المقرر أن تخصص «سار» رحلات يومية، منها صباحية، ومسائية. ويتسع القطار ل444 راكبًا في الرحلة الواحدة. فيما يبلغ عدد المقاعد المخصصة للركاب في القطار الليلي 377 مقعدًا. وشيدت سار محطات في جميع المدن التي يمر فيها قطارها. وتبلغ المساحة الإجمالية لموقع المحطة الواحدة 137.217 مترًا مربعًا، ويتكون مبنى المحطة من ثلاثة طوابق، يشمل المبنى صالة للوصول، وأخرى للمغادرة، ومنطقة لشحن الحقائب، وساحة للمطاعم، ومحالًا تجارية، إضافة إلى مكاتب الخدمات السياحية وتأجير السيارات ومكتب للبريد، ومركز للاتصالات والتحكم لمتابعة القطارات ورصيفين للركاب، بمساحة قدرها 20 ألف متر مربع ومسجد يتسع 300 مصل. يذكر أن «سار» أنشأت في العام 2006، بهدف تنفيذ وتشغيل شبكة خطوط حديد تربط بين عدد من مدن المملكة، لتوفير وسيلة نقل آمنة للركاب بين المناطق، وتكون وسيلة ذات اعتمادية عالية في نقل البضائع من خلال ست محطات للركاب أنشأتها في كل من الرياض، والمجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف، والقريات، وعلى خط التعدين الذي يمتد مسافة 1400 كيلومتر. ونجحت «سار» في تدشين باكورة خدماتها من مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد في أقصى الحدود الشمالية للمملكة، مرورًا في منجم البوكسايت في «البعيثة» بمنطقة القصيم، وصولًا إلى معامل التكرير في رأس الخير على الخليج العربي.