التقت الصحفية الإسرائيلية «داليا كرفيل» مع الرئيس الأسبق للموساد «إفرايم هليفي» وأجرت معه حوارا صحفيا نشرته جريدة «هآرتس» تطرق فيه إلى مجموعة من القضايا الشائكة التى تقلق الدولة العبرية. «أفرايم هليفي» بريطانى الأصل عمره 88 عاما، انتقل فى مهمات دبلوماسية سرية لسنوات طويلة، قام بعدد من المهمات الناجحة فى جهاز الموساد، كما كان رئيسا للموساد وللاستخبارات والمهمات الخاصة لمدة أربعة أعوام، كما شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومى فى عام 2002. ويشغل «هليفي» حاليا منصب رئيس مركز «زلمان شازار» لتاريخ شعب إسرائيل، بالإضافة إلى كتابته العديد من المحاضرات والمقالات والكتب أهمها كتاب «رجل الظل» حيث يحتفظ بالنسخة العربية منه فى مكتبه الخاص والمكتوب عليها شعار «اعرف عدوك» مما يعنى أنها ترجمت وطبعت بإحدى الدول العربية. تطرق «هليفي» فى حواره ل«هآرتس» للعديد من القضايا الساخنة على الساحة السياسية الإسرائيلية فرأى أن فقدان اليهود أغلبيتهم العددية فى فلسطين التاريخية، حيث أبدى مخاوفه من تحول اليهود إلى أقلية مجددا، كما رأى هليفى أن إسرائيل تشهد الأزمة الأكبر منذ قيامها؛ والمتمثلة بقلة عدد القيادات الحقيقية، وعلق قائلا: «الدولة تدار من قبل 15 شخصا بعضهم فى الحكم وبعضهم فى المعارضة لا أجد أشخاصا يمكن أن يعززوا قوة الدولة، إن الطريقة التى تنشأ فيها اليوم أحزاب حول شخص واحد هو الذى يقرر كل شيء هى مشكلة، رئيس الحكومة نتنياهو الذى يتمتع بقوة كبيرة لا يسيطر على حزبه». ولأول مرة يدعو مسئول إسرائيلى رفيع المستوى للتفاوض مع الحركات التى تصفها إسرائيل بالإرهابية، مثل حماس وحزب الله، وواصل «هليفي»: على إسرائيل أن تشطب من قاموسها الزعم القائل إنه ينبغى عدم التفاوض مع أشخاص أياديهم ملطخة بالدم، ف«ياسر عرفات» كان عدوا ووقعنا معه اتفاق أوسلو، فيما طالب بالتفاوض مع القيادى الأسير «مروان البرغوثي» فى حال تم انتخابه، ومع خالد مشعل وإسماعيل هنية وموسى أبومرزوق. وأكد «هليفي» أن إسرائيل لا تستطيع اليوم أن تختار مع من تتفاوض، ففى الماضى كانت هناك محاولات للتدخل فى الواقع الفلسطينى وتتويج زعماء، ونظرا لأن كبار المسئولين فى قيادة السلطة الفلسطينية تابعون بشكل أو بآخر لإسرائيل، فإن لديها القدرة على تقديم أشخاص وإبعاد آخرين سواء من ناحية المكانة الشعبية أو من النواحى الاقتصادية والأمنية، لكن تجربة الماضى فى بلورة شريك فى المحادثات فشلت، فيما رجح أن «محمد دحلان» هو الشريك الجديد لإسرائيل، مضيفا أنه يجب التحاور مع أشخاص ليس لهم نشاط أمنى، أى لم يكن مسجونا من قبل، فالمفاوض السجين سابقا لا يمكنه أن يتحاور مع قائد إسرائيلى ويشعر بالمساواة فالمرشحون الفلسطينيون الملائمون للتحاور مع إسرائيل هم هؤلاء الذين لم يتورطوا فى القتال والإرهاب، والذين لم يتعرضوا للإذلال من جانب الإسرائيليين. وعن تأييده للمفاوضات مع حماس، علق «هليفي» : «لا فائدة من المحادثات إذا لم تكن هناك فرصة لتؤدى إلى شيء ما، وهو ما ينطبق تماما على مفاوضاتنا مع السلطة الفلسطينية، حيث لم يتبق لنا سوى طريق واحد هو التفاوض مع حماس وذلك فى حين فوزها فى الانتخابات البلدية المقبلة، مضيفا: «وضع حماس اليوم ليس قويا، بسبب ضربات الجيش المصرى للإرهابيين فى سيناء الذين يمثلون ظهيرًا للحركة وعلاقتها المجمدة مع إيران»، فيما حذر رئيس الموساد السابق «أفرايم هليفي» من فوضى عارمة ستجتاح إسرائيل قريبا، معربا عن قلقه من التهديدات الداخلية، حيث توقع انهيار السلطة الفلسطينية، وتحمل إسرائيل مسئولية معيشة الفلسطينيين، ما يؤدى لزيادة عزلتها فى العالم. فيما اعترف «هليفي» أن إسرائيل لن تستطيع مواجهة الانتفاضة الفلسطينية القادمة دون التوصل إلى تسوية، معلقا أن نتنياهو يريد «أرض إسرائيل الكاملة» لكنه عاجز عن حيازة الضفة وغزة. وعلق أفرايم عن إقامة دولة ثنائية القومية مؤكدا أنها «مزحة» فلن تعم المساواة بين اليهود والعرب فيها، فلن تعطى إسرائيل الفلسطينيين حق الانتخاب والمساواة فى الحقوق.