أكدت الحكومة الأردنية أمس أن التعديلات التي أدخلتها على المناهج المدرسية لم تمس العقيدة الإسلامية أو القضية الفلسطينية، كما أكدت أن أي جهة أجنبية لم يتدخل في قضية تعديل المناهج المدرسية. وفيما تستمر الاحتجاجات في البلاد على التعديلات على المناهج الدراسية، أكد نائب رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة «إن الحديث عن شطب آيات قرآنية من مباحث اللغة العربية والتربية الوطنية وغيرها من المباحث أمر عار عن الصحة»، مشددًا على أن العقيدة الإسلامية هي من ثوابت الدولة الأردنية، وإن التعديلات على المناهج لم تمس العقيدة الإسلامية. وقال إن مروّجي الحديث عن حذف الآيات القرآنية من المناهج الدراسية جهات لها أجندات سياسية. كما نفى الذنيبات أن يكون تم شطب الحديث عن القضية الفلسطينية من المناهج الدراسية، وقال: «إن الهدف من وراء تسريب مثل هذه الأكاذيب الإساءة لموقف الأردن الثابت والمعروف من القضية الفلسطينية». وشدد على أن الحديث عن وجود عبارات مثل «القدس عاصمة إسرائيل» في المناهج الأردنية أمر غير صحيح إطلاقًا، متهمًا المعارضين لعملية تعديل المناهج بتزوير مثل هذه العبارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى آيات يتضمنها مبحثا اللغة العربية والتربية الوطنية، ونفى أن تكون المناهج تحرّض على الإرهاب، وقال: «لا يوجد في مناهجنا أي شيء يحض على الإرهاب أو التطرف، لكن كان علينا مراجعة المناهج». وكان النائب الثاني لرئيس الوزراء، وزير الاستثمار جواد العناني قال في تصريحات إن المناهج الأردنية تشجع على الإرهاب. وتوعد الذنيبات بالملاحقة القانونية لمن أحرق الكتب المدرسية الجديدة، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها مدن أردنية على تعديل المناهج، وتخللها حرق الكتب المدرسية الجديدة، كما توعّد المدرسين الذين لا يلتزمون حصصهم المدرسية، ويحضون على الإضراب. وقادت نقابة المعلمين الأردنيين التي يسيطر عليها تيار معتدل، وليس دينيًا متشددًا (الإسلاميين)، حملة وصفت ب «الشعواء» ضد عملية تعديل المناهج الدراسية وضد الذنيبات الذي تتهمه النقابة بأنه شخصيًا الأداة التنفيذية لتغيير المناهج الدراسية، خصوصًا منهجي اللغة العربية والتربية الإسلامية. ونفذت النقابة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم في منطقة العبدلي في عمان للتنديد بما سمته خطط وزارة التربية والتعليم ل «تغريب» المناهج، كما تمّ حرق الكتب الدراسية الجديدة في الاعتصام، في وقت طوقت أعداد كبيرة من قوى الأمن والدرك مقر الوزارة منعًا لاقتحامها. وطالب المشاركون في الاعتصام بوقف عملية تعديل المناهج وبإقالة الذنيبات، علمًا أن أعضاء النقابة نفذوا في عدد من محافظات المملكة خلال الأيام الماضية وقفات احتجاجية عدة رفضًا لتعديل المناهج. وشملت الاحتجاجات امتناع معلمين عن تدريس الكتب الجديدة، فضلًا عن انتشار رسوم كاريكاتورية تستهزئ بالوزارة وبلجنة المناهج، والإساءة إلى شخصيات تربوية. وأكد معارضو عملية تعديل المناهج أنه تمّت عملية حذف واسعة لكثير من الآيات في منهاج اللغة العربية، كما تم اختصار العديد من الدروس في منهاج التربية الإسلامية، وحذفت الآيات التي تشجع على القتال والجهاد، كما حذف الكثير من الآيات التي تنتقد اليهود وتدعو إلى قتالهم، كذلك استبدلت صور النساء المحجبات في دروس اللغة العربية بصور سيدات غير محجبات. وربط مراقبون بين عملية تعديل المناهج الدراسية الجارية حاليًا وبين تصريحات حادة كانت قرينة العاهل الأردني الملكة رانيا العبدالله أطلقتها في اجتماع رسمي مطلع أيلول (سبتمبر) هاجمت خلاله نظم التعليم في الأردن والمناهج الدراسية، وقالت: «المناهج الدراسية هي إحدى أسباب تخريجنا لطلاب يفتقرون إلى مقوّمات النجاح في القرن الواحد والعشرين».