يشهد الأردن الهاشمية احتجاجات ومظاهرات بمعظم مدارس المملكة، وهدد أولياء الأمور والطلبة بالتصعيد وحرق الكتب الدراسية، تعبيرا عن الغضب والرفض لما تحمله من أفكار ومبادئ وصفوها بالعلمانية والصهيونية، مطالبين بإقالة وزير التعليم الدكتور خالد الذنيبات. وأقدم عدد من طلاب مدرسة الفوسفات الثانوية التابعة لمحافظة الطفيلة، صباح اليوم الثلاثاء، بحرق كتبهم المدرسية احتجاجا ورفضا لتدريسهم المناهج الجديدة. وندد الطلاب بهذه المناهج كاملة وقالوا إنها تحمل أفكار ومبادئ وصفوها بالعلمانية والصهيونية وانها تتعارض مع قيم وعادات المجتمع. وتشهد المملكة في الأونة الأخيرة احتجاجات عدة بمعظم المدارس، لرفض تلك المناهج وعدم السماح للطلاب أن يدرسوها وما زال العام الدراسي في بدايته والمشكلة مازالت قائمة بدون إيجاد حلول من قبل وزارة التربية والتعليم. وفي السياق ذاته، احتج العشرات من أولياء الأمور داخل حرم مدرسة الثامنة الثانوية للإناث بالعقبة، على عدم قيام وزارة التربية والتعليم بتوفير أبنية صفية تكفي لعدد الطلبة المتزايد بعد أن وصل عدد الطلبة لما يزيد عن 55 طالبا في بعض الصفوف، ما وضع مدير التربية والتعليم امام قرار تقسيم الدراسة إلى فترتين صباحية ومسائية، خاصة بعد عدم العثور على مبانى جاهزة ومتوفر بها أدنى الاشتراطات المدرسية، الأمر الذي وضع مدير التربية الحالي الدكتور خالد الذنيبات أمام الإصرار على تسيير الدراسة بالفترتين لهذا الفصل لحين عمل توسعة أو بدائل. بدوره قام مدير التربية والتعليم الدكتور خالد الذنيبات بزيارة للمدرسة للاجتماع مع الأهالي إلا إن بعض الأهالي أصروا على دوام الفترة الصباحية الواحدة وطلبوا من مدير التربية أن يقبل بالازدحام الصفي على أن لا تتحول لفترتين. في الوقت الذي رفض أولياء خروج مدير التربية من المدرسة ومنعوا خروجه حتى يصدر قراره بقبول الفترة الواحدة، الأمر الذي صنع توتر لجميع الأطراف. وفي سياق متصل، أكد عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية، عضو اللجنة العليا لدراسة مناهج التربية الإسلامية الدكتور محمد الخطيب، أن حذف صورة معينة أو حديث في أي كتاب معين ليس من أجل عملية الحذف لتلك الآية، مبينا أن هذه العملية تتم في إطار سلسلة متراكبة مع بعضها البعض انطلقنا من خلالها حتى نركز هذه القيم والثوابت داخل المجتمع الأردني وبخاصة في الأجيال الجديدة. وأوضح أن المناهج الدراسية الجديدة لا يوجد فيها، مطلقا، أي مساس بالثوابت الشرعية، ولا يمكن للدولة الأردنية بقيادتها الهاشمية أن تترك هذه الثوابت أو تنطلق من غيرها، وهي ثوابت واضحة المعالم سواء كانت في التربية الإسلامية أو في اللغة العربية أو التربية الوطنية والاجتماعية. وأضاف في تصريحات صحفية، أن اللجنة كانت تقف عند كل كلمة وتعليق وشرح لأي درس أو آية أو حديث أو غير ذلك، مؤكدا أن حذف صورة معينة أو حديث في أي كتاب معين ليس من أجل عملية الحذف لتلك الأية أو ذلك الحديث، مبينا أن هذه العملية تتم في إطار سلسلة متراكبة مع بعضها البعض انطلقنا من خلالها حتى نركز هذه القيم والثوابت داخل المجتمع الاردني وبخاصة في الاجيال الجديدة.