سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توبة المسجلين هل يتقبلها المجتمع؟.. أحدهم: "نفسي أتوب بس الفيش قلب حياتي" ولا أحد يريد أن يقبل عودتي للحياة الطبيعية.. وأخرى: أتمنى أن أجد من يساعدني في تربية أولادها لترك الإجرام
الرجل والمرأة، عندما يتم ذكرهما فنتوقع من اللحظة الأولى أمورًا ناعمة، تجاذب ورومانسية، لكن الأمر لم يتوقف عند المشاعر فقط على مدى التاريخ منذ أيام الفراعنة حتى اليوم، فالجنسان ارتبطا دائما بالقتل والسرقة وغيرها من الأمور التي أعدت خرقا في نظر القانون، ولعل من أهمها استعانة الملكة كليوباترا بقيصر روما للتخلص من أخيها لتنفرد بالحكم. يطلق لقب مسجل خطر على مرتكب أكثر من جناية، وطبقا لنوعية الجرائم التي يرتكبها يتم تصنيف مدى خطورته، "البوابة نيوز" التقت عددا من المسجلين؛ لمناقشتهم في مدى جدوى التوبة وترك العالم الإجرامي وخاصة الرجال حيث إنهم الأكثر تواجدًا بالشوارع. بعد أن عرف محرر البوابة عن نفسه لأحد الأشخاص، بدا على جسده عدد من الوشوم الغريبة، سارع بتناول بعض رشفات من الشاي ثم أشعل لنفسه سيجارة موجهًا سؤالًا "أنت تبع الحكومة؟، أنا مش معايا مخدرات ولا حاجة أنا هشرب الشاي وانزل الشغل"، بعدما تم إقناعه بالهوية الصحفية، تساءل عن اختياره للحديث معه دون غيره من الجالسين بالطريق، وبعد عدة مناورات معه وطمأنته، سئل عن الوظيفة التي يعمل بها، فقال أنه يعمل "تباعًا" على إحدى سيارات نقل البضائع بعدما طرد من عمله بإحدى الشركات الخاصة لسوء سلوكه وتناوله المخدرات وافتعاله المشاجرات التي زج بالسجن على إثر آخرها على حد قوله لمدة عام كامل، مشيرًا إلى أنه انتوى التوبة منذ فترة ولكن السجل الجنائي الخاص به يقف عقبة في طريقه.. لافتا إنه يعترف بأنه أخطأ بحق القانون والمجتمع ويحتاج إلى فرصة أخرى للعودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي دون أن يتسبب "الفيش الجنائي" في رفض العديد من الأماكن توظيفه خوفا على سمعتها وموظفيها. وأكد مسجل من أبناء مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية رفض أن يتم ذكر اسمه كما السابق، أنه يجلس ليلًا ونهارًا على المقاهي بعدما دمرت جناية قد ارتكبها حياته المهنية ومنعته من الذهاب لأداء التجنيد، خوفا من أن يحبس على ذمة القضية التي لازال مطلوبًا فيها مضيفا أنه انتوى التوبة ولكنه يحتاج إلى أن تساعده الدولة هو وغيره من المطلوبين أو المسجلين، إما بتخفيف الأحكام أو الإفراج عن بعضهم في القضايا التي لا يمنع القانون فيها الإفراج، وطالب بضرورة النظر إلى بعض المذنبين من جانب أنهم كانوا مجبرين في ارتكاب الجرائم التي ارتكبوها مع تنوعها ومساعدتهم وتأهيلهم للعودة للمجتمع كمواطنين عاديين، واستكمل:" نفسي أتوب بس الفيش قلب حياتي". وقالت إحدى السيدات أنها اضطرت للسرقة أكثر من مرة من أجل إعالة أولادها بعدما انفصل زوجها عنها وترك مسئولية أطفالهم الثلاثة عليها وحدها، وأشارت إلى أن سجلها الجنائي يحتوى على جنايتي سرقة بالإكراه، وتمنت أن يتم مساعدتها في تربية أبنائها مؤكدة إنها لن تدخر جهدًا حينها في التوبة والابتعاد عن السرقة. وأكد عدد من المواطنين أن التائب من المسجلين وأصحاب السوابق يحق له العودة بالاندماج داخل المجتمع دون أي إقصاء وتوفير فرص عمل ملائمة لهم لإعطائهم فرصة كاملة للدخول ضمن طبقات المجتمع، وقال محمود أحمد: "لهم حق التوبة فهم بشر والإنسان قد يخطئ رغما عنه بسبب الشيطان، وإذا كانت التوبة خالصة لله تعالى، والتزم التائب فإنه سرعان ما يبعد الشيطان عن طريقه ويندمج بسرعة مع أفراد مجتمعه". من جانب آخر قال محمود الأصيل محام بالجنايات: إن توبة المسجل تكون بينه وبين الله فقط والدولة من جانب الاحتياط لا تزيل التهم المنسوبة لأي متهم من سجله الجنائي سوى في حالات رد الاعتبار وهو ما يصعب تنفيذ الفكرة في ظل القانون الحالي، مشيرًا إلى أن الفيش الجنائي يؤثر بالسلب على كل من صاحبه وأبناؤه أو حتى أقاربه في حال كان المسجل شديد الخطورة في الحصول على الوظائف سواء في القطاعين العام أو الخاص، منوهًا على أن تعديل المادة 15 إجراءات جنائية، وأوضح أن عدد المسجلين في مصر يقارب المليون ونصف المليون مسجل، ينتظرون أن يتم تأهيلهم بالصورة المثلى لإبعادهم بصورة نهائية عن الإجرام.