مثلت دولة جنوب أفريقيا مركز حيوي هاجمت من خلاله نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مستغلين التجميد المؤقت لعضوية مصر في الاتحاد الأفريقي للدعاية ضد النظام، وتعزيز حالة التوتر في العلاقات مع دول القارة السمراء التي تربطها بمصر مصالح استراتيجية عديدة، فباتت الدولة المهملة من جانب تنظيم الإخوان، والتي لا تملك فيها قاعدة جماهيرية كبيرة، فجأة في مركز الاهتمامات والتحراكات الإخوانية، ومقرًا لعقد اجتماعات للتنظيم الدولة، وقبلة لزيارة محمود حسين وغيره من قيادات الجماعة. وبحلول فبراير 2014 بدأ توتر العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول في التلاشي، ومعه دور أفريقيا في عقل الجماعة، إلا أن الجماعة التي تعاني من تضيقات في تركيا، وتوقعات بانتقال العديد من اعضائها منها، مع تقارب وشيك بين القاهرة وأنقرة، يبدو أنها عادت لتنشط خلاياها في أفريقيا. أصدرت جمعية العلماء، مجلس العلماء المسلمين في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا، بيانا تدعي فيه رفضها استقبال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في زيارة مقرر عقدها في 2-3 أكتوبر القادم. وقالت الجمعية، في البيان الذي نشره موقع عربي 21 المقرب من الجماعة، إن السفارة المصرية اتصلت بهم قبل فترة لتسهيل وصول مفتي مصر والوفد المرافق إلى كيب تاون، التي كانت جزءا من زيارته لجنوب أفريقيا، فأبدوا اعتذارهم عن ذلك، مسجلين موقفا رافضًا لتلك الزيارة بدعوى "توقيع المفتي على احكام اعدام بشأن مرسي وآخرين من حفظة القرآن". فيما تواصلت "البوابة" مع الدكتور إبراهيم نجم للوقوف على حقيقة ذلك البيان، ومصير الزيارة التي تحدث عنها، فلم يجيب على هاتفه، وتواصلنا مع نائبه هاني ضوة، الذي رفض التصريح، قائلًا أنه سيتواصل مع "نجم" إلا أن الرد لم يصلنا بعد. فيما علمت "البوابة"، من مصادر داخل الافتاء، رفضت ذكر اسمها، أن الدار بها حالة استنفار، بعد ذلك البيان، وان تأخير الرد عليه قد يكون سببه الرغبة في الرد الفعلي، عقب التجهيز لتلك الزيارة واتمامها على أكمل وجه، مع السلطات في جنوب أفريقيا، لدحض دعاوي أنصار الجماعة. فيما أشار محمد الورداني، عضو المركز الإعلامي في مدينة البعوث، أن المدينة ترسل ائمة ومبعوثين إلى مختلف دول العالم بما في ذلك دولة جنوب أفريقيا، بناء على طلب السلطات فيها لائمة المساجد، ولم يسبق وتم تسجيل أي اعتداء أو سوء معاملة لمبعوثي الأزهر، بل على العمس يلاقوا بالترحاب.